نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 107
ورأى هذين المحورين ، أعني القطب الشمالي والقطب الجنوبي جميعاً ، فأما أهل البلدان التي مالت إلى ناحية الشمال فإنهم يرون القطب الشمالي وبنات نَعْشٍ ، ولا يرون القطب الجنوبي ولا الكواكب التي هي قريبة منه ، وكذلك لا يرى الكوكب المعروف بسُهَيْلٍ بناحية خراسان ، ويرى في العراق في السنة أياماً ، ولا تقع عين جمل من الجمال عليه إلا هلك ، على حسب ما ذكرناه وما ذكر الناس من العلة في ذلك في موت هذا النوع من الحيوان خاصة ، وأما في البلدان الجنوبية فإنه يرى في السنة كلها . وقد تنازع طوائف الفلكيين وأصحاب النجوم في هذين المحورين اللذين يعتمد عليهما الفلك في دوره : أساكنان هما أم متحركان ؟ فذهب الأكثر منهم إلى انهما غير متحركين ، وقد أتينا على ما يلزم كل فريق منهم في بيان هذين المحورين : أمن جنس الأفلاك هما أم من غير ذلك فيما سلف من كتبنا . شكل البحار : وقد تنوزع في شكل البحار ، فذهب الأكثر من الفلاسفة المتقدمين من الهند وحكماء اليونانيين - إلا من خالفهم وذهب الى قول الشرعيين - ان البحر مستدير على مواضع الارض ، واستدلوا على صحة ذلك بدلائل كثيرة ، منها أنك إذا لججت فيه غابت عنك الأرض والجبال شيئا بعد شيء حتى يغيب ذلك كله ، ولا ترى شيئاً من شَوَامخ الجبال ، وإذا أقبلت أيضاً نحو الساحل ظهرت تلك الجبال شيئاً بعد شيء وإذا قربت من الساحل ظهرت الأشجار والأرض . وهذا جبل دُنْبَاوَنْدَ بين بلاد الري وطبرستان يرى من مائة فرسخ ، لعلوه وذهابه في الجو ، ويرتفع في أعاليه الدخان ، والثلوج
107
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 107