فقتله ، فأخذ وأدخل على عمرو بن العاص . فقال : من هذا الذي أدخلتموني عليه ؟ فقالوا عمرو بن العاص . فقال : فمن قتلت ؟ قالوا خارجة فقال : أردت عمراً وأراد الله خارجة . وقيل إن عمراً هو الذي قال ذا القول ، فصار هذا مثلاً لمن أراد شيئاً ففعل غيره غلطاً ، وذكر أهل النسب والأخبار أن عمرو بن العاص أرسل من مصر إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، يستمده بثلاثة آلاف فارس ، فأمده بالزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وخارجة بن حذافة المذكور ، وذكر شجاعة الثلاثة مشهور ، وهذا الذي قتل خارجة أعني دادويه على وزن خالويه ، يل : هو من بني العنبر بن عمرو بن تميم وقيل مولى لهم . وقيل إن خارجة الذي قتله الخارجي على ظن أنه عمرو بن العاص ، أنه من بني سهم رهط عمرو بن العاص . وقيل ليس بصحيح ، وقيل إن عمرو بن العاص إنما تخلف عن الصلاة واستنابه لأجل وجع أصابه في بطنه وكان عمرو يقول : ما نفعني وجع بطني قط إلا تلك الليلة ، وإلى قتل خارجة وسلامة عمرو أشار عبد الحميد بن عبدون الأندلسي في قصيدة من جملتها هذا البيت : وليتها إذ فدت عمراً بخارجة * فدت علياً بما شاءت من البشر وكان عمرو بن العاص من دهاة العرب وشجعانها . وأما شجاعة علي رضي الله عنه فشائعة في كل مصر وريف ، ولا يحتاج في شهرتها إلى تعريف ، وكم له من مشاهد يستوجب فيها عظيم الثناء وجميل المحامد عند اضطرام الملاحم وانتهام المعالم ، فهو هزبر غاياتها وحبر غامضاتها صارف عن وغاها نارها وكاشف عن حلاها خمارها . قلت : وقد أوضحت في كتاب المرهم في علم الأصول كيفية صفة بيعة أبي بكر واستخلافه عمر ، وصفة قتل عمر بطعن الشيطان أبي لؤلؤة له وهو إمام في صلاة الصبح في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وجعله الأمر بعده شورى بين ستة عثمان ، وعلي وطلحة - والزبير - وسعد - وعبد الرحمن بن عوف ، رجوع الأمر إلى تقديم عثمان وصفة والبيعة له ، وكذلك صفة البيعة لعلي بعد قتل عثمان ، وكذلك صفة خروج عائشة رضي تعالى الله تعالى عنها وطلحة والزبير إلى البصرة ، وخروج علي بعدهم ، ونباح كلاب الحوأب وهمها بالرجوع عند ذلك لذكرها ما قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك على ما هو معروف في الحديث . وكذلك صفة خروج الخوارج على علي رضي الله تعالى عنه ، وقتاله وقتله لهم بعد إرساله ابن عباس إليهم ، ومناظرته إياهم ، ورجوع الخوارج