الله عنه الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " تقتلك الفئة الباغية " وقتلوه أصحاب معاوية . وفي رواية ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية ، وسمية أمه وويح كلمة معناها الترحم ، وكان من أهل النجابة في سبيل الله ، والصدق في دين الله ، بمكانة حفيلة بعثه علي رضي الله عنه ومعه ابنه الحسن ليستغفر أهل الكوفة في حرب يوم الجمل كما تقدم ، فاستنفراهم ، وقال في خطبته والله إني لأعلم أنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا الآّخرة ، يعني عائشة رضي الله عنها ، ولكن الله تعالى ابتلاكم بها ليعلم أتطيعونه أم تطيعونها ، وعاتبه رجلان جليلان ممن توقف عن القتال لما التقى الفريقان في كلام معناه ما رأينا منكم قط شيئاً نكرهه سوى سراعك في هذا الأمر ، يعني في القتال مع علي ، أو نحو ذلك من المقال . وهذا مما يدل على أن المسلمين اختلف علمهم في ذلك ، فالموافقون منهم اتضح لهم الحق مع علي فبايعوه ، ومنهم من توهم أن الحق مع معاوية فبايعه ، ومنهم من أشكال عليه الحال فتوقف ، ومن المتوقفين سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأسامة بن زيد ومحمد بن سلمة وآخرون رضي الله عنهم ، وكان عمار رضي الله عنه من السابقين المهاجرين من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وممن عذب في الله فلم يصده ذلك عن دين الله ومناقبه كثيرة جليلة شهيرة . وقتل مع علي أيضاً ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت الأنصاري ويقال إنه بدري . وأبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن المعروف بابن أبي ليلى . ومن غير الصحابة عبيد الله بن عمر الخطاب رضي الله عنه العدوي ، قتل مع معاوية وكان على جيل الشام يومئذ ، ولما طعن والده سل سيفه ، ووثب على الهرمزان صاحب تستر فقتله . قلت ويحتمل أن ذلك بسبب كون قاتل عمر له به تعلق ، والله أعلم . وذكر أهل التواريخ أشياء أخرى في قتال صفين ما لا ينبغي أن يذكر ، وقتل مع علي أيضاً : هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المعروف بالمرقال والسيرحال راوية علي يومئذ ، ويقال إنه من أصحابه . وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وكان على رجالة علي وأبو حسناء قيس بن المكشوح المرادي . أحد الأبطال وأحد من أعان على قتل الأسود العنسي . وجندب بن زهير الغامدي الكوفي ، ويقال له صحبة . وقيل وجد في قتلى أصحاب علي رضي الله عنه السيد الجليل العارف بالله الذي ملأ