الخزرجي ، أسلم بعد بدر ، وكان حكيم هذه الأمة ، ولي قضاء دمشق ، وفضائله معروفة ومحاسنه موصوفة ، وكان سلمان مواخياً له ، وكان يغذ له فيما هو فيه من شدة المجاهدة ، وهو القائل لامرأته أم الدرداء لما قالت له ما عندنا شيء يعني من النفقة : يا هذه إن بين أيدينا عقبة كؤدا لا يجوزها إلا المحققون . ولما دخل بيتهم رآها متبذلة ، قال لها : ما شأنك ؟ قالت : ان أخاك ليس له حاجة في الدنيا . فوعظه وقال إن لربك عليك حقاً ، ولأهلك عليك حقاً ، ولضيفك عليك حقاً ، ولنفسك عليك حقاً ، فاعط كل ذي حق حقه . وفيها توفي أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري الذي عند انتهاك المحارم لا تأخذه في الله لومة لائم وفضائله كثيرة ، منها تقدم إسلامه وما تحمل فيه من الشدائد عند إعلانه بالصدق بين ظهراني في كل كفور من قريش معايذاً ، ما لاقى في ضمن ذلك من المحن ، وتغذيه بماء زمزم حتى ظهر فيه السمن . وتوفي أبو سفيان بن حرب على خلاف فيه تقدم ، وعبد الله بن يزيد بن عبد ربه الأنصاري الذي أري الأذن وكان بدرياً . < فهرس الموضوعات > سنة ثلاث وثلاثين < / فهرس الموضوعات > سنة ثلاث وثلاثين فيها توفي المقداد بن الأسود الكندي ، وقد شهد بدراً ، وهو القائل يومئذ : والله يا رسول الله ما نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون " ولكن نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن أمامك ومن خلفك . فسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك ، حتى رؤي البشر في وجهه ، وكان يومئذ فارساً قطعاً . وفي الزبير اختلاف دون غيرهما بلا اختلاف ، وفضائله في الشجاعة والنجابة معروفة ، وهو من الصحابة ، وفيها غزا عبد الله بن سعد بن أبي سرح بلاد حبشة . < فهرس الموضوعات > سنة أربع وثلاثين < / فهرس الموضوعات > سنة أربع وثلاثين فيها أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص ، رضوا بأبي موسى ، وكتبوا فيه إلى عثمان ، فأمره عليهم ، ثم رد عليهم سعيد ، فخرجوا ومنعوه . وفيها توفي أبو طلحة الأنصاري أحد النقباء ليلة العقبة ، الذي قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم : " صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئية " وعبادة بن الصامت الخزرجي أحد النقباء ليلة العقبة مات بالرملة ، قيل بالقدس ، بعد أن ولى قضاءها . وفيها توفي أعلم أهل الكتاب به وبالآثار المشهور بكعب الأحبار ، اسلم في زمان أبي