responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 292


وسلم صاحبنا أم صاحبكم ؟ قال اللهم صاحبكم ، قال الشافعي : فلم يبق إلا القياس ، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فعلى أي شيء يقيس . وقال الواقدي : كان مالك يأتي المسجد ، ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ، ويعود المرضى ، ويقضي الحقوق ، ويجلس في المسجد ، ويجتمع إليه أصحابه ، ثم ترك الجلوس في المسجد ، وكان يصلي وينصرف إلى مجلسه ، وترك حضور الجنائز ، و كان يأتي أصحابها فيعزيهم ، ثم ترك ذلك كله ، فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة ، ولا يأتي أحد يعزيه ، ولا يقضي له حقاً ، واحتمل الناس له ذلك حتى مات عليه ، وكان ربما قيل له في ذلك فيقول : ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره . وسعى به إلى جعفر بن سليمان بن علي عم أبي جعفر المنصور ، وقالوا له إنه لا يرى إيمان بيعتكم هذه شيئاً ، فغضب جعفر ودعا به وجرده وضربه بالسياط ، ومدت يده حتى انخلعت كتفه ، وارتكب منه أمراً عظيماً ، فلم يزل بعد ذلك الضرب في علو ورفعة ، وكأنما كانت تلك السياط حلياً حلي بها . وذكر ابن الجوزي في كتاب صدور العقول أنه ضرب مالك بن أنس تسعين سوطاً لأجل فتوى لم توافق غرض السلاطين ، وقد تقدم أنه ولد سنة أربع وتسعين ، وقيل خمس وتسعين ، فعاش أربعاً وثمانين سنة ، وقال الواقدي مات وله تسعون سنة ، والله أعلم بالصواب . وحكى الحافظ أبو عبد الله الحميدي في كتاب جذوة المقتبس قال : حدث القعنبي قال : دخلت على مالك في مرضه الذي مات فيه ، فسلمت عليه ، ثم جلست ، فرأيته يبكي ، فقلت يا أبا عبد الله ما الذي يبكيك ؟ فقال : يا ابن قعنب وما لي لا أبكي ، ومن أحق بالبكاء مني ؟ والله لوددت أني ضربت لكل مسألة أفتيت بها برائي بسوط ، ولقد كانت لي السعة فيما سبقت إليه ، وليتني لم أفت بالرأي أو كما قال ، وكانت وفاته بالمدينة الشريفة ، ودفن بالبقيع ، ورثاه أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج بقوله :
سقى الله جدثاً بالبقيع لمالك * من المزن مرعاد السحائب مبراق إمام موطأه الذي طبقت به * أقاليم في الدنيا فساح وآفاق أقام به شرع النبي محمد * له حذر من أن يضام وإشفاق له مسند عال صحيح وهيبة * فللكل منه حين يرويه إطراق وأصحابه بالصدق تعلم كلهم * إنهم إن أنت سألت حذاق

292

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست