responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 257


لك الراوية ؟ فقال : إني أروي لكل شاعر تعرفه يا أمير المؤمنين أو سمعت به ، ثم أروي الأكثر منهم ممن تعرف أنك لا تعرفه ولا أسمعت به ، ثم لا ينشدني أحد شعراً قديماً ولا حديثاً إلا ميزت القديم من الحديث ، فقال له : فكم مقدار ما تحفظ من الشعر ؟ فقال : كثير ، ولكنني أنشدك على كل حرف من حروف المعجم مائة قصيدة كبيرة سوى المقطعات من شعر الجاهلية دون شعر الإسلام ، فقال : سأمتحنك في هذا ، وأمره بالإنشاد فأنشد حتى ضجر الوليد ، ثم وكل به من استخلفه إن يصدقه عنه ويستوفي عليه ، فأنشده ألفين وتسع مائة قصيدة جاهلية ، فأخبر الوليد بذلك ، فأمر له بمائة ألف درهم . وذكر الحريري صاحب المقامات في كتابه درة الغواص ما مثاله : قال حماد الراوية : كان انقطاعي إلى يزيد بن عبد الملك بخلافته ، وكان أخوه هشام يحقدني لذلك ، فلما مات يزيد وتولى هشام خفته ، ومكثت في بيتي سنة لا أخرج إلا إلى من أثق به من إخواني سراً فلما لم أسمع أحداً ذكرني في السنة أمنت فخرجت يوماً أصلي الجمعة بالرصافة ، فإذا شرطيان قد وقفا علي ، وقالا يا حماد ، أجب الأمير ، فقلت في نفسي : من هذا كنت أخاف ، ثم قلت لهما : هل لكما أن تدعاني حتى آتي أهلي فأودعهم وداع من لا يرجع إليهم ثم أسير معكما ؟ فقالا : ما إلى ذلك سبيل ، فاستسلمت في أيديهما ، فمثلت إلى الأمير على العراق ، وهو في الإيوان الأحمر ، فسلمت عليه ، فرد علي السلام ، ورمى إلي كتاباً فيه بسم الله الرحمن الرحيم من عند هشام أمير المؤمنين إلى فلان ابن فلان أمير العراق . أما بعد فإذا قرأت كتابي هذا فابعث إلى حماد الراوية من يأتيك به من غير ترويع ، وادفع له خمس مائة دينار وجملاً مهرياً يسير عليه اثنتي عشرة ليلة إلى دمشق ، قال : فأخذت الدنانير ، ونظرت فإذا جمل مر حول ، فركبته وسرت ، حتى وافيت دمشق في اثنتي ليلة ، فنزلت على باب هشام واستأذنت فأذن لي ، فدخلت عليه في دار قوراء مفروشة بالرخام وبين كل رخامتين قضيب ذهب ، وهشام جالس على طنفسة حمراء ، وعليه ثياب حمر من الخز ، وقد تضمخ بالمسك والعنبر ، فسلمت عليه فرد علي السلام ، فاستدناني فدنوت منه حتى قبلت رجله ، فإذا جاريتان لم أر مثلهما قط في أذن كل جارية حلقتان فيهما لؤلؤتان تتقدان ، فقال : كيف أنت يا حماد ؟ وكيف حالك ؟ فقلت : بخير يا أمير المؤمنين ، فقال : أتدري فيما بعثت إليك ؟ قلت : لا فقال : بسبب بيت خطر ببالي لا أعرف قائله ،

257

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 257
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست