responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 253


أبي جعفر المذكور ، تولى وزارته بعد خالد بن برمك جد البرامكة ، وتمكن منه تمكناً بالغاً ، وسبب ذلك أنه كان في ابتداء أمره يكتب لسليمان بن حبيب بن المهلب الأزدي وكان المنصور قبل الخلافة ينوب عن سليمان المذكور في بعض كور فارس ، فاتهمه أنه أخذ المال لنفسه ، فضربه بالسياط ضرباً شديداً ، وغرمه المال ، فلما ولي الخلافة ضرب عنقه ، وكان سليمان قد عزم على قتله عقب ضربه ، فخلصه منه كاتبه أبو أيوب المذكور ، فاعتدها المنصور له واستوزره ، ثم إنه فسدت نيته فيه ونسبه إلى أخذ الأموال ، وهم أن يوقع به ، فتطاول ذلك فكان كلما دخل عليه ظن أنه سيوقع به ، ثم يخرج سالماً ، فقيل إنه كان معه شيء من الدهن قد عمل فيه سحراً وكان يدهن به حاجبيه إذا دخل على المنصور فصار في العامة دهن أبي أيوب وصار مثلاً .
ومن ملح أمثاله ما ذكر خالد بن يزيد بن الأرقط قال : بينا أبو أيوب المذكور جالس في أمره ونهيه ، أتاه رسول منصور فتغير لونه ، فلما رجع تعجبنا من حالته ، فضرب مثلا لذلك ، وقال : زعموا أن البازي قال للديك : ما في الأرض حيوان أقل وفاء منك . قال وكيف ذلك ؟ قال أخذك أهلك بيضة فحضنوك ، ثم خرجت على أيديهم ، وأطعموك في أكفهم ، ونشأت بينهم حتى إذا كبرت صرت لا يدنو منك أحد إلا طرت هاهنا وهاهنا وصدت ، وأخذت أنا مسيباً من الجبال فعلموني وألقوني ثم تخلى عني فأخذ صيداً في الهواء وأجيء به إلى صاحبي . فقال له الديك : إنكم لو رأيتم من البزاة في سفافيد هم المعدة للشيء مثل الذي رأيت من الديوك لكنتم أنفر مني ، يعني أيها البزاة ولكنكم أنتم لو علمتم أعلم لم يتعجبوا من خوفي مع ما ترون من تمكن حالي ثم إنه وقع به في سنة ثلاث وخمسين ومائة وعذبه وأخذ أمواله . ثم مات في السنة التي تليها والمورياني بضم الميم وسكون الواو وكسر الراء وبالمثناة من تحت وبعد الألف نون ثم ياء النسبة إلى موريان وهي قرية من قرى الأهواز . وفيها توفي الحكم بن أبان العدني ، روى عن طاوس وجماعة ، وكان شيخ أهل اليمن وعالمهم بعد معمر ، وكان إذا هدأت العيون وقف في البحر إلى ركبتيه يذكر الله حتى يصبح . وفيها توفي مقرىء البصرة أبو عمرو بن العلاء بن عمار التميمي المازني البصري أحد السبعة القراء وعمره أربع وثمانون سنة ، قرأ على أبي العالية وجماعة وروى عن أنس وغيره . قال أبو عمرو كنت رأساً والحسن حي ونظرت في العلم قبل أن أختن . وقال أبو عبيدة : كان أبو عمرو أعلم الناس بالقرآن والعربية ، والشعر وأيام العرب . قال : و كانت دفاتره ملء بيت

253

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست