ثلاث عشرة سنة ، والصحيح عند جمهور العلماء أن عمره صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث وستون سنة . وبسندنا المتصل في الكتاب المذكور أيضا إلى البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً مربوعاً ، بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه ، عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه ، وفي الرواية الأخرى عنه ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء أحسن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، له شعر يضرب منكبيه ، بعيد ما بين المنكبين ، لم يكن بالقصير ولا بالطويل . وروينا فيه أيضا عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه كان إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : لم يكن بالطويل الممعط ، لا بالقصير المتردد ، كان ربعة من القوم ، لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط ، كان جعداً رجلاً ، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم ، في وجهه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاس والكتداجرد ذو مسربة شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلع ، كأنما ينحط من صبب ، وإذا التفت التفت معاً . بين كتفيه خاتم النبوة أجود الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأحسنهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله ، صلى الله عليه وآله وسلم . قال أبو عيسى : سمعت أبا جعفر محمد بن الحسين ، يقول : سمعت الأصمعي يقول في تفسير صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم : الممعط الذاهب طولاً ، والمتردد الداخل بعضه في بعض قصراً وأما القطط فشديد الجعودة ، والرجل الذي في شعره حجولة ، أي تثن قليلاً يعني الرجل بكسر الجيم وأما المطهم فالبادن الكثير اللحم ، والمكلثم المدور الوجه والمشرب الذي في بياضه حمرة . والأدعج الشديد سواد العين ، والأهدب الطويل الأشفار ، والكتد المجتمع الكتفين ، وهو الكاهل ، والمسربة الشعر الدقيق الذي كأنه قضيب من الصدر إلى السرة والشثن الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين ، والتقلع إن يمشي بقوة والصبب الحدور ، قول : انحدرنا في صبب وصبوب ، قوله : جليل المشاس يريد رؤوس المناكب ، والعشرة الصحبة ، والعشير الصاحب ، والبديهة المفاجأة ، يقال : بدهته بأمر : أي فجأته . وروينا فيه أيضا عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : سألت خالي هند بن أبي هالة ، وكان وصافا لحلية النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به ، فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر ، أطول من المربوع وأقصر من المشذب ، عظيم الهامة رجل الشعر ، إن