فيدعوا بالغداء فيأكل ويعظم اللقم ويتابعها ومعه جماعة من الأعيان ، فإذا فرغوا من الأكل تفرقوا ، ثم دخل إلى نسائه ثم يخرج إلى صلاة الظهر ، وينظر في أمور الناس ، فإذا صلى العصر وضع له سرير ووضعت للناس كراسي ، فإذا أخذوا مجالسهم أتوهم بأقداح اللبن والعسل وأنواع الأشربة ، ثم يوضع الأطعمة والسفرة للعامة ، ويوضع له ولأصحابه خوان مرتفع ، فيأكل معه الوجوه إلى المغرب ، ويسامره سماره حتى يذهب عامة الليل ، وكان يسأل كل ليلة عشر حوائج ، فإذا أصبح قضيت ، وكان رزقه ست مائة ألف ، وكان يقسم في كل شهر في أصحابه ووجوه الناس وأهل البيوتات . وفيها قتل مروان بن محمد بن مروان الخليفة ، وهو الملقب بالجعد ، عبر الذيل طالباً الحبشة ، فلحقه صالح بن علي عم السفاح وبيته ببوصير ، فقاتل حتى قتل وكان بطلاً شجاعاً ظالما أشهل العينين كثير اللحية أبيض ربعة ، عاش بضعاً وخمسين سنة ، ذكره بعضهم فقال : لله دره ما كان أحزمه وأسوسه وأعفه عن الغي . وقتل معه أخ لعمر بن عبد العزيز كان أحد الفرسان ، ولكن تقنطر به فرسه فقتله . وفيها توفي الأمير سليمان بن كثير الخزاعي المروزي أحد نقباء بني العباس ، قتله أبو مسلم الخراساني ، وقتل بمصر عبد الله بن أبي جعفر الليثي مولاهم البصري الفقيه أحد العلماء والزهاد . وفيها وقيل في سنة ثمان وعشرين ، وقيل ثلاثين ومائة ، توفي أبو جعفر يزيد ابن القعقاع القارئ مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي ، أخذ القراءة عرضاً عن ابن عباس ، وعن مولاه عبد الله بن عياش ، وعن أبي هريرة وسمع عبد الله بن عمر ، ويقال قرأ على زيد بن ثابت ، وروى القراءة عنه عرضاً نافع بن عبد الرحمن وسليمان بن مسلم وغيرهما ، وكان يقرأ بالمدينة الشريفة ، وقيل هو مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان من أفضل الناس ، وكان بياض بين نحره وفؤاده قيل هو نور القرآن ، ورؤي بعد موته في المنام وهو على ظهر الكعبة بخبر أنه من الشهداء الكرام رحمة الله عليهم .