responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 208


ورعاً كثير العلم ، وفيها توفي سعيد بن مسروق والد سفيان الثوري رحمه الله . وفيها هلك تحت العذاب الشاق خالد بن عبد الله القسري الدمشقي أمير العراق ، تولى من قبل هشام بن عبد الملك ، وولي قبل ذلك مكة ، وكان معدوداً من خطباء العرب المشهورين بالفصاحة والبلاغة ، وكان جواداً كثير العطاء ، خل فيه عليه شاعر يوم جلوسه للشعراء ، وكان قد أراد مدحه ببيتين ، فلما رأى اتساع الشعراء في القول ، استصغر قوله فسكت حتى انصرفوا ، فقال له خالد : ما حاجتك ؟ قال : مدحت الأمير فلما سمعت قول الشعراء احتقرت بيتي ، فقال : و ما هما ؟ فأنشدته :
تبرعت لي بالجود حتى تعيشني * وأعطيتني حتى حسبتك تلعب فأنت الندى وابن الندى وأبو الندى * حليف الندى ، ما للندى عنك مذهب فقال : ما حاجتك ؟ فقال علي دين . فأمر بقضائه وأعطاه مثله . وكتب إليه هشام بن عبد الملك : بلغني أن رجلاً قام إليك فقال : ان الله جواد وأنت جواد ، وإن الله كريم وأنت كريم ، حتى عد عشر خصال ، والله لئن لم تخرج من هذا لأستحلن دمك . فكتب إليه خالد : نعم يا أمير المؤمنين ، قام إلي فلان فقال : ان الله كريم يحب الكريم فأنا أحبك بحب الله إياك ولكن أشد من هذا مقام ابن سقي البجلي إلى أمير المؤمنين ، فقال خليفتك أحب إليك أم رسولك ؟ فقال : بل خليفتي . فقال : أنت خليفة الله ومحمد رسول الله ، والله لقتل رجل من بجيلة أهون على العامة والخاصة من كفر أمير المؤمنين ، هكذا ذكره الطبري في تاريخه ، ان هشاماً عزل خالداً عن العراقين وولي يوسف بن عمر الثقفي ابن عمر الحجاج مكانه ، وأمر بمحاسبة خالد وعماله ، فأخذ خالداً وعماله وحبسه ، وعذبه بأن وضع قدميه بين خشبين وعصرهما حتى انقصفا ، ثم إلى وركيه ثم إلى صلبه فلما انقصفت صلبه ومات وهو في ذلك لا يتأوه ولا ينطق ، وكان ذلك في الحيرة منزل نعمان بن المنذر أحد ملوك العرب على فرسخ من الكوفة ، ولما كان خالد في السجن مدحه أبو الأشعث العبسي بهذه الأبيات :
ألا أن خير الناس حياً وميتاً * أسير ثقيف عندهم في السلاسل لعمري لقد عمرتم السجن خالداً * وأوطأتموه وطأة المتثاقل لقد كان نهاضاً بكل ملمة * ومعطي اللها غمراً كثير النوافل وقد كان يبني المكرمات لقومه * ومعطي اللها في كل حق وباطل يعني باللها العطية . يقال فلان يعطي اللها : إذا كان جواداً يعطي الشيء الكثير . وكان يوسف قد جعل على خالد في كل يوم حمل مال معلوم أن لم يقم به من يومه

208

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست