responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 187


تغرب أم حزرة ثم قالت * رأيت الموردين ذوي اللقاح ثقي بالله ليس له شريك * ومن عند الخليفة يا لنجاح سأشكر إن رددت إلي رئيتي * وأثبت القوادم من جناح ألستم خير من ركب المطايا * وأندى العالمين بطون راح قال جرير : فلما انتهيت إلى هذا البيت كان عبد الملك متكئاً فاستوى جالساً ، وقال من مدحنا منكم فليمدحنا بمثل هذا أو فليسكت ، ثم التفت إلي وقال يا جرير أترى أم حزرة ترويها مائة ناقة من نعم بني كلب ؟ فقلت يا أمير المؤمنين : ان لم تروها فلا أرواها الله . قال : فأمر بها لي كلها سود الحدق . قلت : يا أمير المؤمنين نحن مشايخ وليس بأحدنا فضل عن راحلته ، والإبل أباق فلو أمرت لي بالرعاء ، فأمر لي بثمانية ، وكان بين يديه صحاف من الذهب وبيده قضيب ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، والمحلب وأشرت إلى أحد الصحاف ، فنبذها إلي بالقضيب ، وقال : خذها لنفسك . قالوا ولما مات الفرزدق بكى . وقال أما والله إني لأعلم أني قليل البقاء بعده ، ولقد كان نجمنا واحداً وكل واحد منا مشغول بصاحبه ، وقال ما مات ضد أو صديق إلا وتبعه صاحبه ، وكذلك كان ، وتوفي في سنة عشر ومائة التي فيها مات الفرزدق ، وكانت وفاته باليمامة ونيف في عمره على ثمانين سنة ، وهو جرير بن عطية ويكنى أبا حزرة بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي وفتح الراء وبعدها هاء . وعن أبي عمرو قال : حضرت الفرزدق وهو يجود بنفسه فما رأيت أحسن ثقة بالله منه . فلم أنشب أن قدم جرير من اليمامة فاجتمع إليه الناس فما أنشدهم ولا وجدوه كما عهدوه ، فقلت له في ذلك ، فقال : أطفأ موت الفرزدق والله جمرتي ، وأسأل عبرتي ، وقرب مني منيتي ، ثم شخص إلى اليمامة فنعى لنا في شهر رمضان من تلك السنة ، وقيل كان عمر بن عبد العزيز لا يأذن لأحد من الشعراء أن يدخلوا عليه إلا لجرير . وذكروا أنه أدينهم وأن أبا عمرو بن العلاء رأى في يده سبحة فقل له : و يحك يا جرير أليس هذا خير لك من المهاجاة ؟ فقال : و الله ما هجوت أحداً ابتداء . وأما الفرزدق فهو أبو الأخطل همام بن غالب من جلة قومه وسراتهم يرجع في نسبه إلى مجاشع بن دارم وأمه ليلى بنت حابس أخت الأقرع بن حابس . قيل له ولأبيه مناقب مشهورة ومحامد مأثورة . من ذلك أنه أصاب أهل الكوفة مجاعة وهو بها فخرج أكثر الناس إلى البوادي ، وكان هو رئيس قومه ، وكان آخر يقال له سحيم بن وثيل بعد المثلثة مثناة من تحت الرياحي بالياء المثناة من تحت من بعد الراء رئيس قومه أيضاً ، فخرجوا إلى مكان على

187

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست