responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 174


فانظر إلى ما أدرجت تحت مملكة انقاد لها الأنام عبيداً وطوت تحت زوال نعم يرثي من زوالها من كان حسوداً ، وقصرت طول زمان ملك طال أشهراً وسنينا يقولها عند وصف ذلك : فأصبحنا وأمسينا فانظر إلى بعد التفاوت بين هذه الأطراف وما جمعت في ذلك من الحسن المقابل بالاعتراف ، ولعل مراد الإمام الشعبي رحمه الله تعالى بقوله : فما أنسى جمالها أي في هذا الخطاب المشتمل على أحسن الجواب ، ومما يدل على ذلك أن انسياق الكلام كان في حكاية الشعبي : الإيجاز في الخطاب وحسن النظام ، وقد صرحت في بعض قصائدي أن المحاسن المعنوية تفضل على المحاسن الجسمية . وقال المغيرة استقضى الشعبي والحسن في أيام عمر بن عبد العزيز ، فشكيا جميعاً فعزلا : قلت هذا النقل غريب لا يكاد يعرف ، والشعبي نسبة إلى شعب بفتح الشين المعجمة وسكون العين المهملة ، قال ابن خلكان بطن من همدان ، وقال الجوهري في الصحاح هذه النسبة إلى جبل باليمن نزله حسان بن عمرو الحميري هو وولده ودفن به ، قلت : وشعب في بلاد اليمن مكان معروف بالقرب من موضعنا ، والله أعلم أي لك هو . وفي السنة المذكورة توفي خالد بن معدان الكلاعي الفقيه العابد ، قيل إنه كان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة ، وأنه قال لقيت سبعين من الصحابة . وفيها وقيل قبل المائة توفي عامر بن سعد بن أبي وقاص ، وكان ثقة كثير العلم . وفيها وقيل في سنة سبع توفي أبو قلابة الجرمي عبد الله بن زيد الإمام البصري وقد طلب للقضاء فهرب ، وقدم الشام فنزل بداريا ، وكان رأساً في العلم والعمل ، وفيها وقيل في التي قبلها وقيل في ست أو سبع ومائة توفي أبو بردة عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري قاضي الكوفة ، كان أبوه صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قدم علمه من اليمن مع الأشعريين فأسلموا ، وهو الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صوته : " لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود " وقد تقدم هذا مع غيره في ترجمته ، ثم صار ابنه المذكور قاضياً على الكوفة ، وليها بعد القاضي شريح على ما ذكر بعضهم في الطبقات ، وله مكارم ومآثر مشهورة ، وتولى ولده بلا قضاء البصرة ، وهم الذين يقال فيهم ثلاثة قضاة في نسق . وفيهم قلت :
ثلاثة أمجاد قضاة جميعهم * على نسق للأشعري انتسابهم وأعي أبا موسى الصحابي ذا العلا * فتى صوته مزمارهم وربابهم وبيان النسق المذكور أن أبا موسى قضى بالبصرة لعمر . ثم بالكوفة لعثمان رضي الله

174

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست