responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 169


مولاهم ، وكان مولى الحجاج بن يوسف الثقفي كاتبه ، وكان فيه كفاية ونهضة ، وقدمه الحجاج بسبب ذلك ، و لما حضرته الوفاة استخلفه بالعراق ، وأقره الوليد بن عبد الملك ، وقيل إن الوليد هو الذي ولاه بعد موت الحجاج ، وقال الوليد : يوماً مثلي ومثل الحجاج ويزيد بن أبي مسلم كرجل ضاع له درهم فوجد ديناراً . قلت مثل في هذا الحجاج بالدرهم ويزيد بالدينار ، فلما مات الحجاج خلفه يزيد فكأنه وجد ديناراً بعد ضياع الدرهم لما رأى من فضل يزيد وحسن عقله وبلاغة لسانه ، ولم مات الوليد وتولى أخوه سليمان عزل يزيد المذكور ، واستحضره فرآه دميماً كبير البطن قبيح الوجه فقال لعن الله من أشركك في أمانته وحكمك في دينه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لا تقل فإنك رأيتني والأمور مدبرة عني ، ولو رأيتني وهي مقبلة علي لاستعظمت ما استصغرت ولاستجللت ما احتقرت ، فقال سليمان : قاتله الله ما أشد عقله وأعذب لسانه . ثم قال سليمان : يا يزيد أترى صاحبك الحجاج يهوي بعد في نار جهنم أم قد استقر في قعرها ، فقال : لا تقل ذلك يا أمير المؤمنين ، فإن الحجاج عاد عدوكم ووالى وليكم وبذل مهجته لكم ، فهو في يوم القيامة عن يمين عبد الملك وعن يسار الوليد ، فاجعله حيث أحببت . وفي رواية أخرى : يحشر بين اثنين أبيك وأخيك فضعهما حيث شئت . قال سليمان : قاتله الله أوفى لصاحبه إذا اصطنعت الرجال فلتصطنع مثل هذا . فقال : بعض الحاضرين : اقتله يا أمير المؤمنين فقال يزيد : من هذا ؟ قالوا فلان ابن فلان ، فقال : والله لقد بلغني أن أمه ما كان يوراي شعرها أذنيها ، فما تمالك سليمان إن ضحك وأمر بتخليته ، ثم كشف عنه سليمان فلم يجد له خيانة في دينار ولا درهم ، فهم باستكتابه ، فقال له عمر بن عبد العزيز : أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن تحيي ذكر الحجاج باستكتابك كاتبه ، فاعلمه سليمان أنه لم يخن قط في دينار ولا في درهم ، فأجابه عمر بأن إبليس لم يخن فيهما وقد أهلك هذا الخلق ، فتركه سليمان . وفيها توفي بخراسان الضحاك بن مزاحم الهلالي صاحب التفسير فقيه مكتب عظيم فيه ثلاثة آلاف صبي ، وكان يركب حماراً يدور عليهم إذا أعيى . وفيها لما قتل يزيد بن المهلب في المعركة عمد ابنه معاوية فأخرج من الجيش عدي بن أرطأة وجماعة فذبحهم صبراً فقال الأصمعي : إن الحجاج قبض على يزيد وأخذه بسوء العذاب يعني في زمن ولاية الحجاج على العراق ، قال فسأله أن يخفف عنه العذاب على أن يعطيه كل يوم مائة ألف درهم ، فإن أداها ولا عذبه في الليل ، أو قال إلى الليل فجمع يوماً مائة ألف درهم ليشتري بها نفسه من عذاب ذلك اليوم ، فدخل عليه الأخطل الشاعر فقال :

169

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست