responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 160


القيم وانخفاضها والله سبحانه أعلم . وقال أبو شبيب الصدفي لم يسمع في الإسلام بمثل سبايا موسى بن نصير ، وكانت البلاد في قحط شديد فأمر الناس بالصلاة والصوم وإصلاح ذات البين ، وخرج بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات ، وفرق بينها وبين أولادها ، فوقع البكاء والصراخ والضجيج ، فأقام على ذلك إلى منتصف النهار ، ثم صلى وخطب الناس ، ولم يذكر الوليد ابن عبد الملك ، فقيل له ألا تدعو لأمير المؤمنين ؟ فقال هذا مقام لا يدعى فيه لغير الله عز وجل ، فسقوا حتى رووا .
وقتل من البربر خلقاً كثيراً ، وسبى سبياً عظيماً ، حتى انتهى إلى السوس الذي لا يدافعه أحد ، ونزل بقية البربر على الطاعة ، وطلبوا الأمان ، وولي عليهم والياً ، واستعمل على طنجة وأعمالها مولاه طارق بن زياد البربري ، ومهد البلاد ولم يبق له منازع من البربر ولا من الروم ، وترك خلقاً كثيراً من العرب يعلمون البربر القرآن وفرائض الإسلام ، فلما تقرر القواعد كتب إلى طارق وهو بطنجة يأمره بغزو بلاد الأندلس في جيش من البربر ، ليس فيه من العرب إلا قدر يسير ، فامتثل طارق أمره وركب البحر من سنته إلى الجزيرة الخضراء من الأندلس ، وصعد إلى جبل يعرف اليوم بجبل طارق ، لأنه نسب إليه لما حصل عليه وذكر عن طارق أنه كان نائماً في المركب وقت التغدية ، وأنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الأربعة رضي الله عنهم يمشون على الماء حتى مروا ، وبشره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالفتح ، وأمره بالرفق بالمسلمين والوفاء بالعهد . وكان صاحب طليطلة ومعظم بلاد الأندلس ملكاً يقال له الذريق ، ولما نزل طارق من الجبل بالجيش الذي معه كتب نائب للذريق يقال له تذمير ؛ أنه قد وقع بأرضنا قوم لا ندري من السماء هم أم من الأرض فأقبل الذريق في سبعين ألف فارس ومعه العجل يحتمل الأموال والمتاع ، وهو على سريره بين دابتين عليه قبة مكللة بالدر والياقوت والزبرجد . فلما دنا من طارق وعسكره قال طارق لمن معه أين المفر والبحر من ورائكم والعدو أمامكم فليس عليكم والله إلا الصدق والصبر ، وليس لكم وزير إلا سيوفكم ، فلما التقوا

160

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست