responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 136


فتناولت رأسي لتعرف سنه * لمخضب الأطراف غير مشيخ قالت وعيش أخي ونعمة والدي * لأنبهن القوم إن لم تخرج فخرجت خيفة قولها فتبسمت * فسلمت أن يمينها لم تلحج قلت وبعد هذا بيت حذفته كراهية ذكره . وقال هارون بن عبد الله القاضي قدم جميل بن معمر مصر على عبد العزيز بن مروان ممتدحاً له ، فأذن له وسمع مدائحه وأحسن جائزته ، وسأله عن حبيبته بثينة فذكر ، وحمد كثيراً فوعده في أمرها وأمره بالمقام ، وأمر له بمنزل وما يصلحه فأقام قليلاً حتى مات هناك . وذكر الزبير بن بكار عن عباس بن سهل الساعدي قال : بينا أنا بالشام إذ لقيني رجل من أصحابي ، فقال هل لك في جميل ؟ فإنه ثقيل نعوده ، فدخلنا عليه وهو يجود بنفسه ، فنظر إلي ثم قال : يا ابن سهل ما تقول في رجل لم يشرب الخمر قط ، ولم يزن ولم يقتل النفس ولم يسرق يشهد أن لا إله إلا الله ؟ قلت : أظنه قد نجا ، وأرجو له الجنة . فمن هذا الرجل ؟ قال : أنا قنت والله ما أحسبك سلمت وأنت تشبب منذ عشرين سنة ببثينة . فقال : لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وإني في أول يوم من أيام الآخرة آمر يوم من أيام الدنيا إن كنت وضعت يدي عليها لريبة . قال : فما برحنا حتى مات . وذكر في الأغاني عن الأصمعي قال : حدثني رجل شهد جميلاً لما حضرته الوفاة بمصر أنه دعا به فقال : هل لك إن أعطيتك كل ما أخلفه على أن تفعل شيئاً أعهده إليك ؟ قال فقلت نعم قال إذا نامت فخذ حلتي هذه وأعز لها جانباً وكل ما سواها ، لك وادمل إلى رهط بثينة فإذا صرت إليها فارتحل ناقتي هذه واركبها ، ثم البس حلتي هذه واشققها ، ثم اعل على شرف وصح بهذين البيتين :
صرح البغي وما كنا بجميل * وثوى بمصر ثوى بغير قفول قومي بثينة فاندبي بعويل * وابكي خليلاً دون كل خليل قال فقلت ما أمرني به فما تممت الإنشاد حتى خرجت بثينة كأنها بدر في دجنة ، وهي تنثني في مرطها حتى أتتني ، فقالت : يا هذا والله إن كنت صادقاً لقد قتلتني ، وإن كنت كاذباً فقد فضحتني ، فقلت : والله ما أنا لا صادقاً وأخرجت حلته ، فلما رأتها صاحت بأعلى صوتها وصكت وجهها ، واجتمع نساء الحي يبكين معها ويندبنه حتى صعقت ، فمكثت مغشياً عليها ساعة ثم قامت وهي تقول :
وإن سكتموني عن جميل لساعة * من الدهر ما حانت ولا حان حينها سواء علينا يا جميل بن معمر * إذا مت بأساء الحياة ولينها

136

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست