responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 110


فأقدم عليه عدة من موالي بني هاشم ، وضم إليهم عدة من موالي أبي سفيان ، ثم بعث ينتقل رأس الحسين ومن بقي من أهله ، وجهزهم بكل شيء ولم يدع لهم حاجة إلا أمر لهم بها ، وبعث برأس الحسين إلى عمرو بن سعيد بن العاص وهو إذ ذاك عامله على المدينة ، فقال عمرو : وددت أنه لم يبعث به إلي ثم أمر عمرو بن سعيد برأس الحسين رضوان . الله عليه فكفن ودفن في البقيع عند قبر أمه فاطمة رضي الله عنها . قال : هذا أصح ما قيل فيه ، وكذلك قال الزبير بن بكار وأن الرأس حمل إلى المدينة . وما ذكر أنه نقل إلى عسقلان أو القاهرة لا يصح ، وقد قتل الله تعالى قاتله صبراً ولقي حزناً طويلاً وذعراً ، ووضع رأس الخبيث المذمم حيث وضع رأس الحسين الطيب المكرم . وروى الترمذي بسنده إلى عمارة بن عمير قال : لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نصبت في المسجد في الرحبة ، فانتهيت إليه وهم يقولون قد جاءت قد جاءت فإذا حية يتخلل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله ، فمكثت هنية ثم خرجت ، فذهبت حتى تغيبت ، ثم قالوا قد جاءت قد جاءت فدخلت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثاً . قال العلماء وذلك مكافأة لفعله برأس الحسين رضي الله عنه ، وهي من آيات العذاب الظاهرة عليه . قلت هذا تلخيص ما ذكروا في ذلك مختصرأ وأما حكم قاتل الحسين والأمر بقتله ، فمن استحل منها قتله فهو كافر ، وإن لم يستحل ففاسق فاجر ، وكان الحسين رضي الله تعالى عنه يفر عن مبايعة معاوية فضلاً عن مبايعة يزيد . وقد ذكروا أنه لما حج معاوية ، وأراد الرجوع إلى الشام ، كلم الحسن أخاه الحسين رضي الله عنهما أن يذهبا إليه ويودعاه ، فامتنع الحسين من ذلك ، وذهب إليه الحسن وودعه ، وأعطاه مالاً جزيلاً ، وقد علم أنه صالحه على شروط وحقن دماء المسلمين ، فتحقق بما أشار إليه سيد المرسلين بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين " . وفي السنة المذكورة توفي حمزة بن عمرو الأسلمي وله صحبة ورواية ، وكذلك أم المؤمنين هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية المعروفة بأم سلمة رضي الله عنها . وقيل توفيت سنة تسع وخمسين رضي الله عنها ، وهي آخر أمهات المؤمنين وفاة . ومن مناقبها أنه صلى الله عليه وآله وسلم خطبها فاعتذرت بأعذار كونها كبيرة السن وذلت أولاد وفيها الغيرة فذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لها أنه أيضاً كبير وذو أولاد . وأما المغيرة فقال صلى الله عليه وآله وسلم : " أنا أدعو الله أن يذهبها عنك " وكانت امرأة عاقلة جميلة ، أمرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية أن ينحر ويحلق ، وقالت له : إذا فعلت ذلك تابعك أصحابك . قالت له ذاك لما امتنعوا منه ، ودخل عليها وهو

110

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست