responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 73


فوعده برده . قلت هكذا رأيت أن أذكر عذر عثمان رضي الله تعالى عنه في ذلك . وأما قول الذهبي : طرده النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما استخلف عثمان أدخله المدينة وأعطاه مائة ألف من غير ذكر عذر لعثمان ، فإطلاق قبيح يستشنعه كل ذي إيمان بفضل الصحابة أولي الحق والإحسان .
سنة اثنتين وثلاثين فيها توفي العباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابن ست وثمانين سنة ومن مناقبه من عقبه جميع الخلفاء المعروفين ببني العباس ، وأن عمر رضي الله تعالى عنه استسقى به في خلافته بكونه عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسقوا . وكان يوم حنين هو وابن أخيه أبو سفيان بن الحارث ، أحدهما آخذ بلجام بغلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، والآخر آخذ بركابها لما انهزم المسلمون إلا جماعة منهم ، فأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يبادي بأصحاب الشجرة ثم بالأنصار ، فردوا لما عرفوا صوته وكان صيتاً ينادي من جبل صلع غلمانه وهم في الغابة من آخر الليل ، فيسمعهم ، ومسافة ذلك قدر ثمانية أميال . وتوفي في السنة المذكورة عبد الرحمن بن عوف الزهري ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وصنائعه معروفة ، وسعة غنائه بالمكارم محفوفة منها أنه باع مرة أرضاً بأربعين ألف دينار ، فتصدق بها ، ومنها ما ورد أنه تصدق بعير له كبيرة أقبلت من الشام ، وبما عليها من أنواع البضائع . قلت وذكر الشيخ الحافظ أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني في كتاب المقتبس قال : قتل عبيد الله بن معمر التيمي لأربعين سنة برستاق من رساتيق إصطخر في زمن عثمان بن عفان ، ولم يبين في أي سنة ، وقال اشترى عبيد الله بن معمر جارية فارهة بعشرين ألف دينار ، كانت تسمى الكاملة في عمل الغناء وجودة الضرب ومعرفة الألحان والقرآن والشعر والكتابة وفنون الطبيخ والعطر ، وكانت عند فتى قد أدبها لنفسه ، وكان بها معجباً وواجداً بها وجداً شديداً ، فلم يزل ينفق عليها حتى أتلف واحتاج ، فحمل يسأل اخوانه . قلت ذلك حيناً ، وهو في نكد وضيق شديد في معيشتهما ، فقالت الجارية والله إني لأرى لك ، وأشفق عليك ، وأرغب بك ، عن ما أنت فيه ، ولو أنك بعتني ، نلت غنى الدهر ولعل الله أن يصنع لنا جميلاً ، فحملها إلى عبيدة الله بن معمر فأعجبته ، فاشتراها بالثمن المذكور ، فلما قبض الفتى المال ، استشعر كل واحد منهما إلى صاحبه فأنشدت .
هنيئاً لك المال الذي قد حويته * ولم يبق في كفي إلا تفكري أقول لنفسي وهي في عين كربة * أقلي فقد بان الحبيب أو أكثري

73

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست