responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 341


ومولده بالري سنة ثمان وأربعين ومائة ، روى عن أبيه وجده ، ومبارك بن فضالة ، وحج مرات في خلافته ، وغزا عدة غزوات حتى قيل فيه :
فمن يطلب لقاءك أو يرده * فبالحرمين أو أقصى الثغور وكان شهماً شجاعاً حازماً جواداً ممدوحاً ، فيه دين وسنة وتخشع ، وقيل : كان يصلي في اليوم مائة ركعة ، ويتصدق كل يوم من صلب ماله بألف درهم ، وكان يخضع للكبار ويتأدب معهم ، ووعظه الفضيل وابن سماك وبهلول وغيرهم ، وله مشاركة قوية في الفقه وبعض العلوم والأدب ، وفيه انهماك على الذات ولقيان الجواري الفائقات الجمال وسماع أشعار مغازلاتهن بلسان الحال مما نظمه الشعراء من الأبيات النفائس ، وسيأتي ذكر شيء من ذلك في ترجمة أبي نواس ، وكذلك سيأتي في ترجمة الأصمعي ذكر أشياء كثيرة جرت له معه ومع غيره ، فيها غرائب وعجائب .
سنة أربع وتسعين ومائة فيها مبدأ الفتنة بين الأمين والمأمون ، وكان الرشيد أبوهما قد عقد العهد للأمين ثم من بعده للمأمون ، وكان المأمون على أمرة خراسان ، فشرع الأمين في العمل على خلعه ليقوم ولده وهو ابن خمس سنين ، وأخذ يبذل الأموال للقواد ليقوموا معه في ذلك ، ونصحه أولو الرأي فلم يرعو حتى آل الأمر إلى قتله . وفيها توفي يحيى بن سعيد بن أبان الأموي الكوفي الحافظ ، والشيخ العارف بالله السيد الجليل شقيق البلخي شيخ خراسان ، وشيخ حاتم الأصم . وفيها على خلاف ما تقدم توفي إمام أئمة العربية حامل راية النحو الراقي فيه المرتبة العلية : أبو بشر عمر بن عثمان ، الملقب بسيبويه الحارثي مولاهم ، قيل : كان في علم النحو أعلم المتقدمين والمتأخرين ، لم يوضع فيه مثل كتابه ، وذكره الجاحظ يوماً فقال : لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله ، وجميع كتب الناس عليه عيال . وقال الجاحظ : أردت الخروج إلى محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم ، ففكرت في أي شيء أهديه له ، فلم أجد شيئاً أشرف من كتاب سيبويه ، فلما وصلت إليه قلت له : لم أجد شيئاً أهديه لك مثل هذا الكتاب ، وقد اشتريته من ميراث الفراء ، فقال :

341

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست