responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 277


عبد الله بن عباس ، ولي عهد السفاح بعد أخيه المنصور ، وقد مضى ذكر خلعه .
سنة تسع وستين ومائة فيها عزم المهدي على أن يقدم هارون في العهد ، ويؤخر موسى الهادي ، فطلبه وهو بجرجان فلم يقدم ، وفيها توفي المهدي أبو عبد الله بن أبي جعفر المنصور وهو في طلب الصيد ، وذلك أنه ساق خلف صيد فدخل خربة ، فتبعه المهدي فوقع به صدمة في باب الخربة لشدة سوقه فتلف لساعته ، وقيل بل أكل طعاماً سمته جاريته لضرتها ، فلما وضع يده فيه ما جسرت تقول هيأته لضرتي ، وكانت خلافته تنيف على عشرين سنة ، وكان ممدوحاً محباً إلى الناس وصولاً لأقاربه قصاماً للزنادقة طويلاً أبيض مليحاً جواداً ، يقال إن المنصور خلف في الخزائن ألف ألف وستين ألف ألف درهم ، ففرقها المهدي كلها ، ولم يل الخلافة أحد أكرم منه ولا أبخل من أبيه ، ويقال إنه أعطى شاعراً مرة خمسين ألف دينار . وذكر بعض المؤرخين أن المهدي خرج إلى الأنبار متنزهاً ، فدخل عليه الربيع بن يونس ومعه قطعة من جراب فيه كتابة برماد وخاتم من طين قد عجن بالرماد وهو مطبوع بخاتم الخلافة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما رأيت أعجب من هذه الرقعة ، جاءني بها أعرابي وهو ينادي : هذا كتاب أمير المؤمنين ، لوني على هذا الرجل الذي يسمى الربيع ، فقد أمرني أن أدفعها إليه ، فأخذها المهدي وضحك وقال : صدق ، هذا خطي وهذا خلقي ، أفلا أخبركم بالقصة كيف كانت ؟ قلنا : يا أمير المؤمنين أعلى رأياً في ذلك ، فال : خرجت أمس إلى الصيد في غير سيمائي فلما أصبحت هاج علينا ضباب شديد ، وفقدت أصحابي حتى ما رأيت منهم أحداً ، وأصابني من البرد والجوع والعطش ما الله به أعلم ، فتحيرت عند ذلك ، فذكرت دعاء سمعته من أبي يحكيه عن أبيه عن جده عن ابن عباس رضي الله عنهم يرفعه قال : من قال إذا أصبح وإذا أمسى : بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وقي وكفي وهدي وشفي من الحرق والغرق والهدم وميتة السوء ، فلما قلتها رفع الله لي ضوء نار ، فقصدتها فإذا بهذا الأعرابي في خيمة له ، وإذا هو يوقد ناراً بين يديه ، فقلت : أيها الأعرابي هل من ضيافة ؟ قال : انزل فنزلت ، فقال لزوجته هاتي ذلك الشعير ، فأتت به ، فقال : اطحنيه فابتدأت بطحنه ، فقلت : اسقني ماء ، فإني بسقاء فيه مذقة من لبن أكثرها ماء ، فشربت منها شربة ما شربت شيئاً قط إلا وهي أطيب منه ، وأعطاني حلساً له يعني كساء رقيقاً وهو بالحاء والسين المهملتين وبينهما لام ساكنة قال : فوضعت رأسي عليه ونمت نومة ما نمت أطيب منها وألذ ، ثم انتبهت فإذا هو قد وثب إلى شويهة فذبحها ، وإذا امرأته تقول له :

277

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست