responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 205


أهل أن يستفاد منه العلم وقيل له الزهري بضم الزاي نسبة إلى زهرة ين كلاب بن مرة : فخذ من أفخاذ قريش . ومنهم آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وعبد الرحمن بن عوف كما تقدم وخلق كثير من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
سنة خمس وعشرين ومائة فيها توفي أبو الوليد هشام بن عبد الملك الأموي خليفتهم ، وكانت ولايته عشرين سنة إلا شهراً ، وكانت داره عند الحوامر بدمشق ، فعمل منها السلطان نور الدين مدرسة ، وكان ذا رأي وحزم وحلم وجمع للمال ، عاش أربعاً وخمسين سنة ، وكان أبيض جميلاً يخضب بالسواد . ومما يحكى عن هشام بن عبد الملك أنه خرج ذات يوم إلى الصيد ، فنظر إلى ظبي فتبعه ، فأحالته الكلاب إلى أن وصل به إلى صبي يرعى غنماً ، فقال له : يا صبي دونك الظبي أيتني به . فقال له الصبي : فقدت الحياة لو نظرت إلي باستصغار وعاشرتني باحتقار وكلامك كلام جبار وفعلك فعل حمار . قال : يا غلام أو لم تعرفني قال بلى قد عرفني بك سوء أدبك إذ بدأتني بكلامك قبل سلامك . قال له : و أنا هشام بن عبد الملك . قال : لا قرب الله دارك ولا حيا قرارك . قال : فوالله ما استتم كلامه حتى أحدقت به الخيول والجيوش من كل جانب ومكان ، كل له يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين ، السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقال : اقصروا من السلام واحفظوا بالغلام ، والحقوني به ، قال : ثم ركب مغضباً إلى داره ، فلما وصل إلى داره وركب على سرير ملكه أقبلت إليه الحرفاء والوزراء والأمراء والكتاب ، كل يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا أمير المؤمنين ، وذلك الصبي ساكت ، قد أرسل ذقنه على صدره ، وقرن عينيه وسكت عن الكلام وامتنع عن السلام . فقال له بعض الوزراء : يا كلب العرب ما منعك أن تسلم على أمير المؤمنين ؟ قال : يا بردعة الحمار منعني من ذلك طول الطريق ونهر الدرجة . فقال له بعض الحرفاء : يا جحش العرب بلغ من فضولك أن تخاطب أمير المؤمنين كلمة بكلمة . فقال : رمتك الجندل ولامك الهبل أو ما سمعت قول الله عز وجل في كتابة المنزل على نبيه المرسل " يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها " - النحل : 111 - فإذا كان الله تعالى يجادل جدالاً ، فمن هشام حتى لا يخاطب خطاباً فعند ذلك اغتاظ الملك من كلامه ، وقال : علي برأس الغلام فقد أكثر الكلام ، فوضع ذلك

205

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست