responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 128


وحكي أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه دخل مع خصم ذمي إلى القاضي شريح ، فقام له فقال : هذا أول جورك ، ثم أسند ظهره إلى الجدار وقال لو أن خصمي كان مسلماً لجلست بجنبه . وروي عنه أيضاً كرم الله وجهه أنه قال : اجمعوا إلي القراء ، فاجتمعوا في رحبة المسجد ، فقال : إني أوشك أن أفارقكم ، فجعل يسألهم ما تقولون في كذا ؟ وشريح ساكت ، ثم سأله ، فلما فرغ منهم قال : اذهب فأنت من أفضل الناس أو قال : من أفضل العرب ، وتزوج شريح امرأة من تميم تسمى زينب ، فنقم عليها شيئاً فضربها ثم ندم وقال :
رأيت رجالاً يضربون نساءهم * فشلت يميني لو أضرب زينبا أ أضربها من غير ذنب أتت به * فما العدل في ضرب من ليس مذنبا وزينب شمس والنساء كواكب * إذا طلعت لم تبصر العين كوكبا ذكر الحكاية صاحب العقد . ويحكى أن زياد ابن أبيه كتب إلى معاوية : يا أمير المؤمنين إني قد ضبطت العراق لشمالي ، وفرغت يميني لطاعتك ، فولني الحجاز ، فبلغ ذلك عبد الله بن عمر وكان بمكة مقيماً فقال : اللهم اشغل يمين زياد ، فأصابه الطاعون ، أو قال الآكلة في يمينه فجمع الأطباء واستشارهم فأشاروا عليه بقطعها ، فاستدعى القاضي شريحاً المذكور وعرض عليه ما أشار به الأطباء فقال له : لك أجل معلوم ورزق مقسوم وإني لأكره إن كان لك مدة أن تعيش في الدنيا بلا يمين ، وإن كان قد دنا أجلك أن تلقى ربك مقطوع اليد ، فإذا سألك لم قطعتها قلت بغضاً في لقائك وفراراً من قضائك . قلت يعني قال له لسان حالك ، ويحتمل أنه لسان المقال إذا ختم على الأفواه يوم الخزي والنكال ، نسأل الله الكريم العفو والسلامة ونعوذ به من الخزي والندامة . قالوا ومات زياد من يومه ، فلام الناس شريحاً على منعه من القطع لبغضهم في زياد ، فقال : انه استشارني والمستشار مؤتمن ، ولولا الأمانة في المشورة لوددت أنه قطعت يده يوماً ورجله وما وسائر جسده يوماً وفي السنة المذكورة قتل أبو المقدام شريح ، ابن هاني المدلجي صاحب علي وله مائة وعشرون سنة .
سنة تسع وسبعين فيها وقيل في التي قبلها قتل رأس الخوارج قطري بن فجأة التميمي ، ثر به فرسه فأهلك ، وأتي الحجاج برأسه ، وكان الحجاج يستنفر جيشاً بعد جيش وهو يستظهر عليهم ،

128

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست