responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 123


سنة ولا بأس بذلك إذا سلم من بدع قد أحدثوها في هذه الأزمان من الاجتماع هنالك على وجه التنزه وخروج النسوان متزينات باللباس والحلي واختلاف الألوان ، وقد أوضحت ذلك في " الدرر المستحسنة في استحباب العمرة في سائر السنة " . وأما سبب اخراج الحجر من البيت في بناء قريش فإنه قصر ما عندهم من الحلال عن اكمال بنائها بادخال الحجر فيها ، وذلك إن بناءها كان قد توهن في زمانهم فزموا على نقضها وبناءها ، فمنعتهم الحية المشهورة ، وهي حية كانت تحرس البيت خمس مائة سنة ، رأسها مثل رأس الجدي ، وسببها أن أربعة من جرهم تسلقوا جدار الكعبة ليأخذوا ما يهدى إليها من الجواهر ولم يكن لها سقف يومئذ فأصابتهم عقوبة في ذلك الوقت ، بعضهم سقط فاندقت عنقه فمات ، فبعث الله من يومئذ تلك الحية تمنع الناس من دخول الكعبة ، لا تزال على بابها ، فلما منعت قريشاً من نقضها اجتمع عقلاؤهم وقالوا : اللهم إنا لا نريد ببيتك إلا خيراً فان كانت الخيرة في ذلك فاصرف هذه الحية عنا ، فانقض في ذلك الوقت طائر من الجو ، فاحتملها ورمى بها في أجياد ، ويقال إنه الدابة التي تخرج عند اقتراب الساعة والله أعلم بذلك . ثم إن قريشاً اجتمعوا وقالوا : لا ينبغي أن يبنى بيت الله إلا بالحلال فجمعوا ما عندهم من الحلال فلم يف بإكمالها على ما كانت عليه من زمن إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم ، و أخرجوا الحجر منها كما أشار إليه في الحديث . واختلفوا في الكعبة كم بنيت من مرة ؟ فقيل : سبعاً وقيل : خمساً ومنشأ الخلاف هل بنيت قبل بناء إبراهيم أم هو أول من بنائها ؟ واحتج للقول الأول بما روي أنه لما حج آدم صلى الله عليه وآله وسلم قالت الملائكة عليهم السلام : حجك يا آدم قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام وللقول الثاني بظاهر القرآن وما ورد أن إبراهيم قال لإسماعيل عليهما السلام : إن الله قد أمرني أن أبني له بيتاً فهل أنت معين لي على ذلك ؟ فقال : نعم ، أو كما قال : وكان إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة . قلت قد أطلت الكلام في بيان ما يتعلق ببناء الكعبة لاستشراف كثير من الناس إلى معرفة ذلك ، ولم أر الاقتصار على ما ذكروا في التاريخ من قولهم بناها ابن الزبير وهدمها الحجاج ، ولم أر لهم زيادة على هذا وهذا الذي ذكرته اعتمادي في إملائه على ما في ذهني مما رويناه في كتاب الأزرقي وغيره عمن بالعلم تقدم ، والله سبحانه بكل شيء عليم ، رجعنا إلى ذكر أن الزبير قتل في جمادى الأولى نيف برأسه في مصر وغيرها .

123

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست