محيي الدين بن النحاس قال : مضيت رسولاً فأراني الدويدار دار الكيمياء وحدثني قال : عارضني فقير وقال : يا ملك خذ هذا المثقال وألقه على عشرة آلاف مثقال يصير الكل ذهباً ففعلت فصح قوله ، ثم لقيته بعد مدة فقلت علمني الصنعة قال : لا أعرفها لكن رجلاً صالحاً أعطاني خمسة مثاقيل فأعطيتك مثقالاً ولملك الهند مثقالاً ولآخرين مثقالين وبقي لي مثقال أنفق منه ، ثم أراني الدويدار قطعة فولاذ قد أحميت وألقى عليها مغربي شيئاً فصار ما حمي منها ذهباً وباقيها فولاذ ) ! وقال في تاريخه : 48 / 281 : ( مقدم جيوش العراق كان بطلاً شجاعاً موصوفاً بالرأي والإقدام ، كان يقول : لو مكنني أمير المؤمنين لقهرت هولاكو ) . انتهى . أقول : كانت قيادة جيش الخلافة كله بيد هذا القائد الغلام المدلل الذي أعطاه الخليفة لقب ( الملك ) وكان دخله الشخصي وحده كافياً لميزانية جيش ! لكنه بشهادتهم كان مترفاً همُّه جمع المال وتحويل الحديد إلى ذهب ! وهو كاذبٌ في قوله إن درويشاً أعطاه مادة تحول الحديد إلى ذهب ، كما هو كاذبٌ في عنترياته بأن الخليفة لو مكنه لهزم هلاكو ! فماذا يريد من الخليفة السكران وهو بيده ؟ ومتى منعه من الدفاع ؟ ولماذا هرب في زورق فقبضوه كالدجاجة ! قال السبكي في طبقات الشافعية : 8 / 270 : ( وركب السلطان هولاكو إلى العراق وكان على مقدمته بايجو نوين وأقبلوا من جهة البر الغربي عن دجلة فخرج عسكر بغداد وعليهم ركن الدين الدويدار فالتقوا على نحو مرحلتين من بغداد وانكسر البغداديون وأخذتهم السيوف وغرق بعضهم في الماء وهرب الباقون ) ! ! هذا على رواية السبكي المفرط في تعصبه للخليفة وبطانته ، لكن غيره روى أن أحداً لم يخرج من بغداد لمقاومة المغول ، ولم تكن بينهم معركةٌ أبداً ! قال السيد الأمين في أعيان الشيعة : 9 / 93 : ( ولما حمي وطيس الحرب في بغداد وضاق الحال على الأهالي أراد الدواتدار أن يركب سفينة وأن يهرب إلى ناحية