أصروا على ذلك رغم الاعتراضات ، وخطر مجئ المغول إلى العاصمة ! قال أبو الفداء في تاريخه / 804 : ( ولما مات المستنصر اتفقت آراء أرباب الدولة مثل الدوادار والشرابي على تقليد الخلافة ولده عبد الله ولقبوه المستعصم بالله ، وهو سابع ثلاثينهم وآخرهم ، وكنيته أبو أحمد بن المستنصر بالله منصور ، وكان عبد الله المستعصم ضعيف الرأي فاستبد كبراء دولته بالأمر ، وحسنوا له قطع الأجناد ، وجمع المال ومداراة التتر ، ففعل ذلك وقطع أكثر العساكر ) . وقال القلقشندي في مآثر الإنافة : 2 / 89 : ( وأبطل أكثر العساكر ، وكان التتر من أولاد جنكزخان قد خرجوا على بلاد الإسلام على ما تقدم ، وملكوا أكثر بلاد الشرق والشمال . . . وكان عسكر بغداد قبل ولاية المستعصم مائة ألف فارس ، فقطعهم المستعصم ليحمل إلى التتر متحصل إقطاعاتهم ! فصار عسكرها دون عشرين ألف فارس ) . انتهى . قال الذهبي في تاريخه : 48 / 34 : ( وكان المستنصر بالله ( والد المستعصم ) قد استكثر من الجند حتى بلغ عدد عساكره مائة ألف فيما بلغنا ، وكان مع ذلك يصانع التتار ويهاديهم ويرضيهم ) . انتهى . أقول : كان إقبال الشرابي التركي قائد لجيش الخلافة ، وهو الذي اتخذ قرار حل الجيش مع الخليفة المستنصر ، وثار عليه الجند فقمعهم بعنف وقتل منهم قبل أن يجئ المستعصم وابن العلقمي ! ( النجوم الزاهرة : 6 / 345 ، وأعيان الشيعة : 9 / 85 ) . فكيف نصدق المتعصبين في تحميلهم مسؤولية حل الجيش لابن العلقمي ؟ ! والصحيح أن ابن العلقمي حاول أن يعيد تشكيل الجيش فلم يسمعوا له ! وقد شهد الذهبي وغيره بذلك عن غير قصد ، كما شهدوا بأن الخليفة وقائد ( جيشه ) لم يكونا يسمعان لابن العلقمي رأياً ! قال في تاريخه : 48 / 290 : ( كان وزيراً كافياً ، قادراً على النظم ، خبيراً بتدبير الملك ولم يزل ناصحاً لمخدومه حتى وقع بينه وبين