بعملهم ومؤلفاتهم حياة الأمة ومكتباتها . كان عمل هذين المرجعين وتلاميذهما عملاً واسعاً متنوعاً عميقاً : واسعاً ، شمل المناطق التي احتلها المغول وهي أغلب العالم الإسلامي . ومتنوعاً ، فيه البعد العلمي والاجتماعي والسياسي والإداري . وعميقاً ، في اختيار الكوادر ووضع الخطط ، وإقناع القادة والشخصيات بها ، وتوعية الرأي العام عليها ! وكان الجزء الأصعب فيه عطف أذهان ملوك المغول وقلوبهم من الوثنية إلى الإسلام ، وتبديل تعطشهم إلى الدماء والتدمير والسيطرة ، إلى حب الهدوء والتقوى ! وهو أمرٌ لم يتمكن منه إلا المرجعان نصير الدين الطوسي وتلميذه العلامة الحلي رضوان الله عليهما بما آتاهما الله من شخصية جذابة حتى لأعدائها ! ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ . قد يرى البعض أن هذه الدراسة متحيزةً للشيعة والتشيع ، لأنها تخالف المعروف عند مؤرخي الخلافة من أن الشيعة هم الذين تآمروا مع المغول بشخص الوزير محمد بن العلقمي ، وشخص نصير الدين الطوسي العالم الشيعي والطبيب ، الذي كان مع هولاكو ، وصار معتمده ، ووزيره الخاص ! بينما تقول الدراسة إن الخلافة العباسية بشخص الخليفة وبطانته وسلاطين دولته السلاجقة والخرازمة ، هم المسؤولون عن اجتياح المغول لبلاد المسلمين وإسقاط نظام الخلافة ، وإن هؤلاء بسبب فسادهم وظلمهم وسوء إدارتهم شركاء مع المغول فيما ارتكبوا من مجازر ودمروا من معالم ! وإن تهمة الشيعة بأن لهم يداً في غزو المغول كتهمة الذئب بدم يوسف عليه السلام ، فإن الشيعة كانوا