العثماني وإحجام فرنسوا الأول أمام النفور العام ، خشية أن يرمى بالمروق عن دينه المسيحي بإتحاده مع دولة إسلامية لمحاربة دولة تدين بدينه ) . انتهى . أقول : كانت أبرز القوى في أوروبا يومها ملك أسبانيا وملك فرنسا وشخص البابا ، وجمهورية البندقية ، وتليها إنكلترا وغيرها . وكانت الدولة العثمانية أقوى منهم جميعاً . ولا ندري السبب الذي جعلها تتنازل إلى حد الخضوع لفرنسا وتعطيها الامتيازات وتدخل معها طرفاً في صراعاتها فتقاتل لحسابها ! حتى إذا أرادت أن تستفيد منها نكصت فرنسا على عقبها ، ثم قامت باحتلال مصر ولم تراع حليفتها ولم تخبرها ؟ ! قد يكون السبب حاجة تركيا للخبرة الفرنسية في صناعة المدفعية والسفن ، لكن حاجتها لصناعة المدفعية كانت في مرحلة سابقة واستفادت من مهندسين يهود هربوا من ملك أسبانيا إلى تركيا ، وقد يكونوا فرنسيين ! فقد استفادت منهم في صناعة المدفعية ، ثم ورد في تاريخ السلطان محمد فاتح القسطنطينية أنه كان عنده مهندس مجري صنع له مدفعاً ضخماً ، وبذلك صارت تركيا دولة بحرية متطورة قبل معاهداتها المذلة مع فرنسا ! الذي نرجحه أن كثرة الفرنسيين واليهود والأجانب الذين كانوا يسكنون في عاصمة الدولة إستانبول ، وحرية نشاطهم وعلاقاتهم مع أجهزة الدولة وكبار شخصياتها ، حتى مع قصر الخليفة وأولاده ونسائه ، وزواج الخلفاء من بنات ملوك الأوربيين . . كان سبباً في نشاط شبكات التجسس وفساد بطانة الخليفة وميلهم إلى الغربيين ، حتى وصل الخراب إلى شخص الخليفة أحياناً ! فماذا ننتظر من خليفة تربى في حضن أم غربية بنت ملك غربي ، أو أمير شاب دفعته أمه الغربية وبطانة أبيه للثورة واستلام الحكم ، واتخاذ سياسة موالية لهم ؟ !