عنه في سرعة الذهن وحضوره غرائب وعجائب . . . ثم اعلم أن لهذا الملك الجليل عدة بنين وبنات ، أشهرهم ابنه السلطان أبو سعيد ، وله ولإخوته عقب متسلسل وذرية مباركة ، فيهم الفقهاء والأمراء والشعراء وأرباب الفضل والحجى والورع والتقى ، وقد ذكرت أسماء بعضهم في معاجم التراجم . ولا يذهب عليك أنه بعد ما اختار التشيع لقب ( خدابنده ) غيرَّ بعض المتعصبين من العامة كابن حجر العسقلاني وغيره ذاك اللقب الشريف إلى ( خربنده ) وذلك لحميتهم الجاهلية الباردة ! ومن الواضح لدى العقلاء أن صيانة قلم المؤرخ وطهارة لسانه وعفة بيانه من البذاءة والفحش من الشرائط المهمة في قبول نقله والاعتماد عليه والركون إليه . ومن العجب أن بعض المتأخرين من الخاصة تبع تعبير القوم عن هذا الملك الجليل ولم يتأمل أنه لقبٌ تنابزوا به ! وما ذلك إلا لبغض آل الرسول صلى الله عليه و آله ، هذا الداء الدفين في قلوبهم وتلك الأحقاد البدرية والحنينية ! وإلا فما ذنب هذا الملك بعد اعترافهم بجلالته وعدالته وشهامته ورقة قلبه وحسن سياسته وتدبيره ؟ ! وهاك صورة الدراهم التي ضربت باسمه في محيطها أسماء الأئمة الطاهرين عليهم الصلاة والسلام ، وفي وسطها هذه الجملة : ( ضرب في أيام دولة السلطان الأعظم مالك رقاب الأمم الجايتو سلطان غياث الدنيا والدين خدا بنده محمد خلد الله ملكه ) ، وعندنا شئ من تلك السكك والضروب ، وقد نقشت أسماء المعصومين عليهم السلام متصلة بمحيط الدائرة الكائنة على السكة ، وفي وسطها اسم السلطان خدا بنده . هذا ما أهمنا ذكره في هذا المقام من ترجمته ، وتركنا الكثير منها روماً للاختصار ، والتفصيل يطلب من كتب التواريخ كروضة الصفا ، وحبيب السير ، وتاريخ المغول ، وتواريخ بلاد العجم ، وغيرها ) . انتهى .