وعندما فشلت مقاومات الأمة القومية منها واليسارية والحركات السنية ، كيف ظهرت المرجعية الشيعية في إيران ، فضخَّت في الأمة روح المقاومة والحياة ؟ وعندما انهزمت الجيوش والأنظمة العربية أمام إسرائيل ، كيف ظهرت موجة المقاومة الحسينية في شيعة لبنان فهزمت فئة قليلة دولة إسرائيل الأسطورية ، وضخَّت في الأمة الدم الجديد للحياة والمقاومة ؟ ! وعندما أرادت الوهابية أن تقلد الشيعة في الثورة على الغرب ، وضربت مركزهم التجاري العالمي فجُنُّوا وأعلنوا الحرب على المسلمين ، كيف عجز السنة أن يخاطبوهم فجاء الخطاب الشيعي موازناً بين خطي المقاومة والتعايش ! إن بقاء الأمة اليوم بعناصر القوة في ثقافتها ، مدينً للفكر الشيعي الذي تمسك بالنص ، ولم يخضع لمنطق القبيلة في السقيفة . ومدينٌ في مواصلة حياته لدماء أهل البيت عليهم السلام التي بذلوها بسخاء لسقي قِيَم الوحي والدفاع عن حرية الإنسان المسلم المستباحة ! وبهذا تعرف سبب ما يشهده عصرنا من توجه واسع في شعوب الأمة نحو أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله تريد أن تفهم قصتهم ومذهبهم ، لأنهم في مخزونها الذهني والتاريخي مشروع نجاة ، عندما يستنفد مذهب الخلافة طاقته وخطابه !