وأورده وبركه وتولي وحمتي . قال الشيخ شمس الدين : المذكور والمشهور باتو وبركة ، وأوصى بأن يكون تخته لولده الصغير أوكداي ، وأن تكون مملكة ما وراء النهر وما معه لولده الآخر كداي ، وجعل لابنه جوجي دشت القبجاق وما معه وأضاف إليه إيران وتبريز وهمذان ومراغة ، ولم يحصل لطولي شئ ! فلما مات جنكزخان استقل أوكداي بتخت أبيه ، واستقل جوجي بدشت القبجاق وما معه واستقل باتو بن جوجي فيما جعله جده جنكزخان لأبيه جوجي من إيران وتبريز وما مع ذلك ، ولم يتمكن كداي من مملكة ما وراء النهر . . . الخ . ) . وهلك جنكيز سنة 623 ، واختلف أولاده من بعده على الملك رغم وصيته ، لكن اختلافهم لم يؤثر على قوتهم فواصلوا غزو شرق أوروبا وتركيا ، وغاراتهم على بغداد ثم اتفقوا سنة 649 على تتويج حفيده منكوآن أو مونككا ، فأصدر أمره إلى أخيه هولاكو بأن يحتل بلاد المسلمين إلى مصر ، والهند ، وأوربا . قال ابن العبري في تاريخ مختصر الدول / 217 ، و 232 ، ونحوه الذهبي : 45 / 186 : ( وفيها ( 648 ) اجتمع أولاد الملوك وأمراء المغول فوصل من حدود قراقورم مونككا بن تولي خان ، وأما سيرامون وباقي أحفاد وخواتين قاآن فسيروا قنقورتقاي وكتبوا خطهم أنه قائم مقامهم ، وأن باتوا هو أكبر الأولاد وهو الحاكم وهم راضون بما يرضاه . وأما أغول غانميش خاتون زوجة كيوك خان ومن معها من أولاد الملوك فوصلوا إلى خدمة باتوا ولم يقيموا عنده أكثر من يوم ، بل رجعوا إلى أوردوهم واستنابوا أميراً منهم يقال له تيمور نوين وأذنوا له أن يوافق على ما يتفق عليه الجمع كله ، وإن اختلفت الأهواء لا يطيع أحداً حتى يعلمهم كيفية الحال . فبقي جغاتاي ومونككا وسائر من كان حاضراً من الأولاد والأحفاد والأمراء يتشاورون أياماً في هذا الأمر وفوضوا الأمر إلى باتوا لأنه أكبر الجماعة وأشدهم رأياً ، فبعد ثلاثة أيام من يوم التفويض قال : إن مثل هذا الخطب الخطير ليس فينا من يفي بحق القيام به غير مونككا ، فوافقوه كلهم على ذلك وأجلسوه على سرير المملكة وباتوا مع باقي