عاصمتها القسطنطينية على ساحل البحر الأسود ، وكانت حصينة صعبة الفتح ، فقد استعصت على المسلمين تسعة قرون حتى فتحوها سنة 857 . وأما الجبهة الثالثة فهي جبهة المغرب العربي والأندلس وكانت برية وبحرية . ولكل واحدة من هذه الجبهات تاريخ وأحداث طالت قروناً ، حتى انتهت بسيطرة الغربيين على كل بلاد المسلمين في مطلع هذا القرن . 3 - توسع العثمانيون باتجاه بلاد البلقان وأروبا الشرقية ما يخص موضوعنا هو جبهة حكام تركيا السلاجقة ثم العثمانيون ، فقد وسَّعوا مناطق حكمهم وفتحوا عدداً من بلاد البلقان وأروبا الشرقية ، وكانت أهم توسعة على يد مراد بن أورخاي الذي فتح الإمارات المسيحية في البلقان حتى صارت القسطنطينية جزيرة محاصرة . قال محمد فريد / 130 : ( صارت الدولة العلية متاخمة لإمارات الصرب والبلغار وألبانيا المستقلة ، فاضطرب لذلك الملوك المسيحيون المجاورون للدولة العلية وطلبوا من البابا أوربانوس الخامس أن يتوسط لدى ملوك أوروبا الغربيين ليساعدوهم على محاربة المسلمين وإخراجهم من أوروبا ، خوفاً من امتداد فتوحاتهم إلى ما وراء جبال البلقان ، إذ لو اجتازوها بدون معارضة ومقاومة في مضايقها ، لم يَقْوَ أحدٌ بعد ذلك على إيقاف تيار فتوحاتهم ، ويُخشى بعدها على جميع ممالك أوروبا من العثمانيين ، فلبى البابا استغاثتهم وكتب لجميع الملوك بالتأهب لمحاربة المسلمين وحرضهم على محاربتهم محاربة دينية ، حفظاً للدين المسيحي من الفتوحات الإسلامية ) .