1 - أحلام جنكيز وهولاكو تملأ رأس تيمور لنك ! رافقت عملية تَشَكُّل شعوب الأمة في دول جديدة ، عمليةٌ أخرى كانت عاملاً في تسريعها أحياناً أو تبطيئها ، وهي مغامرة تيمور لنك المغولي وهَوَسُه أن يكون ثالث جنكيز وهولاكو ! فقد بدأ تيمور لنك ( تيمور الأعرج ) عمله في منطقة المغول بعد وفاة السلطان بو سعيد ، واتخذ سمرقند عاصمة له ، وادعى أن أمه من ذرية جنكيز ، ومع ذلك جاء بشخص مطيع له من ذرية جنكيز غسمه ( صرغتمش ) فبايعه سلطاناً وجعل نفسه نائبه المفوض ! وكان هدفه تكوين قوة كبيرة يجتاح بها العالم كله ! وخاض حروباً مع ملوك محليين وانتصر عليهم ، وجمع نحو ثلاث مئة ألف جندي ، ووضع في رأسه أهداف جنكيز وهولاكو ، لكنه لم يكن عنده عقلهما الإداري ! اجتاح تيمور بلاد القوقاز وروسيا ، ثم إيران ، ثم العراق ، ثم سوريا وأحرق دمشق ، ثم رجع واحتل بغداد ثانية ، ثم احتل تركيا وأسر ملكها العثماني ، ثم غزا الهند واحتل عاصمتها دلهي ، ثم عاد إلى عاصمته سمرقند وهيأ جيشاً جراراً لغزو ممالك الصين ، وسار في فصل الشتاء فمات قسم من جيشه من شدة البرد والثلوج ومات هو في سنة 808 هجرية وعمره نحو ثمانين سنة ، فرجع حفيده بجنازته ودفنه في سمرقند وحكم مكانه ، وكان ولي عهده شاه رُخّ يحكم أفغانستان وشرق إيران وعاصمته هراة . وهذا كل ما بقي لورثة تيمور من طول البلاد وعرضها التي اجتاحها ! فقد كان هذا المجنون ماهراً في التدمير والإحتلال ، غبياً في الاحتفاظ بما احتله ، فهو ينسى الهدف الذي بيده