وإنما نقصت الأوقاف من سوء ولاة أمورها لا من سواها ) . انتهى . وقال ابن كثير في النهاية : 13 / 249 : ( وفيها عمل الخواجة نصير الدين الطوسي الرصد بمدينة مراغة ، ونقل إليه شيئاً كثيراً من كتب الأوقاف التي كانت ببغداد ، وعمل دار حكمة ورتب فيها فلاسفة ، ورتب لكل واحد في اليوم والليلة ثلاثة دراهم ، ودار طب فيها للطبيب في اليوم درهمان ، ومدرسة لكل فقيه في اليوم درهم ، ودار حديث لكل محدث نصف درهم في اليوم ) . وتقدم مدح الذهبي لنصير الدين في تاريخه : 50 / 113 ، وأنه بنى مكتبة في مراغة جمع فيها أكثر من 400 ألف مجلد . إن مراجعة بسيطة للموضوع تكشف اهتمام السلاطين المغول الشيعة بالكتب والعلم والعلماء والمدارس والمراكز ، أضعاف اهتمام الخليفة العباسي ! ويكفي أن تقرأ ما كتبه ابن الفوطي مدير مكتبة المستنصرية ، عنها وعن غيرها من المكتبات والمدارس ، وزيارة السلطان وكبار المسؤولين لها ! 2 - السلطان محمد خدابنده في مصادرنا سبب غضب رواة الخلافة على السلطان محمد خدابنده وزيادة كذبهم عليه ، أنه أعلن تبنيه لمذهب أهل البيت عليهم السلام وكتب اسم علي والأئمة عليهم السلام على العملة ، وأمر بذكرهم في خطبة الجمعة ، وحذف ذكر أبي بكر وعمر ، الذي كان أمر به المنصور العباسي قبل خمسة قرون . لذا وجب أن نقرأ تاريخ هذا السلطان في مصادر الطرفين ، ونبدأ بمصادرنا : قال السيد المرعشي في شرح إحقاق الحق : 1 / 70 : ( قال المؤرخ الجليل معين الدين النطنزي في كتابه منتخب التواريخ ، الذي شرع في تأليفه سنة 816 وأتمه سنة 817 ، وطبع بطهران 1336 ، ما ملخصه : إن السلطان محمد خدا بنده الجايتو كان ذا صفات جليلة وخصال حميدة ، لم يقترف طيلة عمره فجوراً وفسقاً ،