1 - الغزو المغولي سيئ لكنه فتح الباب للطاقات الجديدة كان الغزو المغولي لبلاد المسلمين وعاصمتهم سيئاً ، لكن نتائجه كانت ضرورية ! ويكفي في فوائده أنه أزاح قوى الجمود والترف ، وجاء بطاقات علمية وعملية قادت الأمة وأعادت بناءها ! وكان أول تأثير هذه الطاقات إسلام سلاطين الغزاة المغول على أيديهم ! لكن ذنب هؤلاء السلاطين عند رواة الخلافة ليس أنهم غزاة مغول ، بل أنهم اختاروا مذهب التشيع ، ولم يختاروا مذهب الخلافة ! لهذا كثر كذبهم عليهم ، وصار عليك أن تشك فيما كتبوه ضدهم ! حتى عن طاغيتهم الأكبر هولاكو ! لا شك في أن المغول قتلوا ودمروا في بغداد وغيرها ، لكن عندما تفحص ما كتبوه عن تدميرهم للمكتبات تجده مبالغات وكذباً ! فقد أقنع نصير الدين الطوسي هولاكو أن يعين من يحافظ على مدارس بغداد ومساجدها ومكتباتها ، فسلمت كلها ، ولم يسجل الرواة المعاصرون لذلك إلا تدمير جنود المغول لمركزين فقط هما : جامع الخلفاء ، ومشهد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام . وقد تقدم ما رواه الذهبي عن سلامة المستنصرية وضخامة أوقافها ، بل نص المؤرخون المتعصبون على سلامة كل المؤسسات العاصمة الثقافية وأوقافها ! فقال في صبح الأعشى : 4 / 334 ، يصف بغداد : ( ومن بيوتها ما هو مفروش بالآجر أيضاً ملصق بالقِير وهو الزِّفْت ، ولهم الصنائع العجيبة في التزويق بالآجر ، وبها وجوه الخير من الجوامع والمساجد والمدارس والخوانق والربط والبيمارستانات والصدقات الجارية ، ووجوه المعونة ، وناهيك أنها كانت دار الخلافة ومقر ملوك الأرض ، ومنها قلائد الأعناق ، وترابها لُمَى القُبَل ، وإثمد الأحداق . قال في مسالك الأبصار : قال الحكيم نظام الدين بن الطياري : وأوقافها جارية في مجاريها ، لم تعترضها أيدي العدوان في دولة هولاكو ولا فيما بعدها ، بل كل وقف مستمرٌّ بيد مُتوليه ومن له الولاية عليه ،