الصوفي ، ورفع شعار الغزو والجهاد في سبيل الله تعالى . فقد كانوا مقاتلين محترفين ، وأخذوا ببناء قوة لهم بشراء العبيد ، من مغول وشركس وصرب وأرمن وغيرهم ، وربَّوْهم بطريقتهم الخاصة ليكونوا مثلهم مقاتلين أشداء . قال العصامي في سمط النجوم / 1319 : « خلف أرطغرل أولاداً نجباء أقواهم جأشاً السلطان عثمان . . توفي سنة خمس وعشرين وسبع مائة ، ثم تولى السلطان أورخان وهو أول من اتخذ المماليك وسماهم ينيشري يعني : العسكر الجديد » . قال في تاريخ الدولة العثمانية / 146 : « جمع السلطان بايزيد جيوشه وسار لمحاربة تيمور الأعرج فتقابل الجيشان في سهل أنقره . . . ولكن ضعف جيشه بفرار فرق آيدين ومنتشا وصاروخان وكرميان وانضمامها إلى جيوش تيمور لوجود أولاد أمرائهم الأصليين في معسكر التتار ، ولم يبق مع السلطان إلا عشرة آلاف إنكشاري وعساكر الصرب ، فحارب معهم طول النهار حتى سقط أسيراً في أيدي الموغول هو وابنه موسى ، وهرب أولاده سليمان ومحمد وعيسى ، ولم يوقف لابنه الخامس مصطفى على أثر » . انتهى . أقول : هذا يدل على أنهم مغول ، وقد وجد جيشهم أقاربهم وأسيادهم مع تيمور لنك ، وأنه لم يكن لقبائل تركيا وجود في جيشهم ! ويدلنا النص التالي على أن العثمانيين سبقوا عصرهم بتربية أقسى جيش في العالم ، مقطوع عن المجتمع والأقارب ، لا يعرف إلا السلطان والقِدر ! فهذا المؤرخ محمد فريد وهو مؤرخ تركي ، يمدح أورخان على تكوينه جيش الإنكشارية ، فيقول في كتابه تاريخ الدولة العثمانية / 122 :