العربية ، والسبب أن الفارسية كانت منتشرة في مناطق بخارى وما وراء النهر المجاورة لهم ، وربما كان هولاكو وأولاده يعرفون الفارسية من صغرهم . ولعلهم لذلك اتخذوا عاصمتهم السلطانية في إيران ، وكتبوا واستكتبوا مؤلفين بالفارسية ، وكانت الفارسية اللغة الرسمية في بلاطهم ثم العربية ، أما في بغداد فكانت الفارسية منتشرة إلى جانب العربية من زمن العباسيين ، لأن أكثر قادتهم العسكريين وعلماء البلاط من الفرس ! كما نلاحظ أن الملوك المغول الذين انتقلوا إلى بغداد وحكموها مباشرة بعد بو سعيد ، كانوا يجيدون العربية ، وأولهم الشيخ حسن الجلايري أو الإيلخاني ، فقد كان متعلماً ، يتقن العربية . 3 - يختلف السلطان بو سعيد عن أبيه محمد خدابنده ( رحمه الله ) ، فشخصية أبيه أرقى منه وأمتن . وسبب ضعف بو سعيد أنه عندما توفي أبوه سنة 716 كان غلاماً ابن اثنتي عشرة سنة ، وكان في ولاية والدته وزوج عمته جوبان ، وكان رشيد الدين الهمداني وزير أبيه عاقلاً مدبراً ، لكنه كبير السن ، وكان جوبان أقوى منه فهو مغولي وقائد جيوش المغول وحاكم تركيا ، لذلك سيطر على البلاط السلطاني بمجرد وفاة خدابنده ، وجعل ابنه دمشق خان ممثلاً له ونائباً للسلطنة ، وقلص نفوذ الوزير رشيد الدين ، ثم اتهمه بقتل خدابنده ، وقتله ! وبلغ من نفوذ جوبان أنه منع بو سعيد من التصرف حتى استدان من تاجر ، كما قال ابن بطوطة ! بل فكر جوبان بعزل بو سعيد واستبداله بسلطان آخر من أولاد هولاكو ، أو الحلول هو مكانه وإن لم يكن هولاكياً !