بأنواع الجواهر ، يبدو كأنه على رأسه ، لكنه ضخم ثقيل لذلك علقوه في السقف بخيوط لا تظهر ، وكان كسرى يدخل رأسه فيه فيظهر كأنه يلبسه ! ومن أراد أن ينظر إليه يجب أن يرفع رأسه نحو الأعلى ، أما الذي يريد أن يكلمه فيحتاج إلى إذن خاص ، ومراسم لمخاطبته ، أو نقل الكلام إليه وتلقي الجواب من ملك ملوك الأرض ، إن تفضل عليه وأجابه ! وحوله الوزراء وكبار الموظفين كالمجسمات المنظمة الخائفة ، وله نحو عشرون ابناً كل واحد منهم أمير منطقة ، أو قائد في جيشه ، أو مسؤول في خدمة أبيه ! قال الطبري ( 1 / 528 ) يصف سيطرة كسرى على أكثر العالم في عصره : « سار نحو أنطاكية بعد سنين من ملكه ، وكان فيها عظماء جنود قيصر فافتتحها ، ثم أمر أن تصور له مدينة أنطاكية على ذرعها وعدد منازلها وطرقها وجميع ما فيها ، وأن يبتنى له على صورتها مدينة إلى جنب المدائن ، فبنيت المدينة المعرفة بالرومية على صورة أنطاكية ، ثم حمل أهل أنطاكية حتى أسكنهم إياها ، فلما دخلوا باب المدينة مضى أهل كل بيت منهم إلى ما يشبه منازلهم التي كانوا فيها بأنطاكية كأنهم لم يخرجوا عنها ! ثم قصد لمدينة هرقل ( القسطنطينة ) فافتتحها ، ثم الإسكندرية وما دونها . وخلف طائفة من جنوده بأرض الروم بعد أن أذعن له قيصر وحمل إليه الفدية . ثم انصرف من الروم فأخذ نحو الخزر فأدرك فيهم وتره وما كانوا وتروه به في رعيته ، ثم انصرف نحو عدن فسكر ناحية من البحر هناك بين جبلين مما يلي