معركة في أذرعات عند الحدود السورية الأردنية فأنزل الله فيها قوله : بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . اَلَمِ . غُلِبَتِ الرُّومُ . فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ . فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأمر مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ . يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ . يقول عز وجل بذلك لقريش : لا تفرحوا بغلبة الفرس وتقولوا هؤلاء مثلنا وقد غلبوا أهل الكتاب ، ونحن سنغلب محمداً ( صلى الله عليه وآله ) وأتباعه المسلمين أهل الكتاب . فإن ميزان القوة سيتغير بعد قليل ، ويغلب الروم الفرس ! ويقول لهم : إن ما ترونه من أسباب مادية في صراع الناس والدول ، هو ميزان الظاهر ، وفوقه الهيمنة الإلهية على الأسباب والمسببات ، فلا تغتروا بأنكم تملكون ظاهر أسباب النصر على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! قال الحموي في معجم البلدان ( 5 / 140 ) : « ثم ظهرت فارس على الروم وغلبوهم على الشام ، وألحوا على مصر بالقتال ، ثم استقرت الحال على خراج ضرب على مصر من فارس والروم في كل عام . وأقاموا على ذلك تسع سنين . ثم غلبت الروم فارس وأخرجتهم من الشام ، وصار صلح مصر كله خالصاً للروم . وذلك في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أيام الحديبية وظهور الإسلام ، وكان الروم قد بنوا موضع الفسطاط الذي هو مدينة مصر اليوم ، حصناً سموه قصر اليون ، وقصر الشام ، وقصر الشمع . . وفي التنبيه للمسعودي / 222 ، أن هذه الآيات نزلت في السنة السادسة للهجرة .