وكانت قبائل الحجاز شبه مستقلة ، وأبرزها قريش بسبب ولايتها للكعبة ، وأكثرها عدداً تميم ، وهوازن في نجد . وشمل حكم كسرى بلاد فارس وما وراء النهر وقسماً من الهند ، وكانت بلاد الشام منطقة صراع بين الفرس والروم ، وقد غلب عليها الفرس ، فأخبر القرآن بأن الروم سيغلبونهم بعد بضع سنين ، فغلبوهم أيام معركة بدر . وكانت أمبراطورية الروم أوسع ، إذ تشمل أكثر أوروبا الغربية والشرقية . وكان قيصر روما الشرقية في القسطنطينية يحكم تركيا وبلاد الشام وفلسطين ومصر والحبشة ، ويمد منها نفوذه إلى أفريقيا ، كما يمد نفوذه من جهة الشام إلى الجوف في وسط الجزيرة ، ويطمع أن يخضع المدينة ، ويقضي على النبوة . وكان اليهود عملاء للرومان الذين دمروا دولتهم ، وبعضهم عملاء للفرس الذين دمروا دولتهم من قبل ، وقد هاجرت قبائل منهم إلى أرض العرب ، تنتظر النبي الموعود ، على أمل أن يكون من أبنائهم ! أما بقية دول العالم فكان أهمها الهند والصين ، وكان ينظر إليهما على أنهما دولتان نائيتان مقفلتان على نفسيهما . وكانت توجد ممالك صغيرة تحكمها أسر وقبائل . ونورد خلاصة عن ملوك الروم وفارس ، من كتاب المؤرخ ابن واضح اليعقوبي . قال في تاريخه ( 1 / 153 ) : « وكان أول من ملك من ملوك الروم فخرج من مقالة اليونانية إلى النصرانية : قسطنطين . . وقد ملك قسطنطين خمساً وخمسين سنة . ثم ملك يوليانوس سنة واحدة ، ثم ملك دسيوس سنة واحدة ، وفي أيامه ظهر