ثم جاءه رسولهم يطلب حضوره لبيعة خليفة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بتعبيرهم ، فقال له : « لسريع ما كذبتم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ما أعلم لرسول الله خليفة غيري ! فرجع فأبلغ الرسالة . قال : فبكى أبو بكر طويلاً . فقال عمر الثانية : لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة » . ( الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 19 ) . ثم هاجموا بيته وأشعلوا الحطب على باب داره ، وهددوه ومن معه بأنهم سيحرقون البيت عليهم إن لم يخرجوا فيبايعوا ، فسجل موقفه ورأيه فيهم ، لكنه لم يجرد سيفه ! ثم تكاثروا عليه وجروه إلى المسجد وطلبوا منه البيعة فرفض ، وهددوه بالقتل إن لم يفعل ، فامتنع عن البيعة وسجل موقفه ، وأعلن رأيه فيهم . وجاء عمه العباس ليحل المشكلة ، فأخذ يد علي ( عليه السلام ) فقبضها فلم يستطع العباس فتحها ، فمسح بها وهي مقبوضة على يد أبي بكر ، فرضوا بذلك . وبعد أن أكمل علي ( عليه السلام ) تجهيز النبي ( صلى الله عليه وآله ) ودفنه ، وأكمل جمع القرآن كما أمره ، أخذ زوجته وولديه وجال على نقباء الأنصار وكبارهم ، وطالبهم بالوفاء ببيعتهم للنبي ( صلى الله عليه وآله ) بحمايته وحماية أهل بيته ( عليهم السلام ) ، فوعده قسم منهم ، فطلب أن يأتوا غداً إلى بيته محلقين رؤوسهم ، فجاءه أربعة منهم فقط . وتحرك عدد من كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار ، فتكلموا مع الأنصار ، وناظروا القرشيين وخطبوا في المسجد ، وأدانوا السقيفة ، واستنكروا عزل قريش لعترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وطالبوا بتنفيذ وصيته في عترته ( عليهم السلام ) .