وقال العلامة في الخلاصة / 276 : « قدس الله روحه ورضي الله عنه ، جليل القدر عظيم المنزلة ، كان اختصاصه بعلي ( عليه السلام ) أظهر من أن يخفى ، وتأسف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لموته وقال : لقد كان لي كما كنت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) . وقال السيد الخوئي : 15 / 168 : « لما نُعي الأشتر مالك بن الحارث النخعي إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تأوه حزناً وقال : رحم الله مالكاً وما مالك ، عزَّ عليَّ به هالكاً . لو كان صخراً لكان صلداً ، ولو كان جبلاً لكان فنداً ، وكأنه قُدَّ مني قَدّاً » ! وهو تعبير عجيب ، لم يستعمله الإمام ( عليه السلام ) إلا في مالك الأشتر رضي الله عنه . وروى الطبري : 2 / 338 و 597 ، أنه برز رجل من الروم في اليرموك ، فقال : من يبارز ؟ فخرج إليه الأشتر فاختلفا ضربتين فقال للرومي : خذها وأنا الغلام الأيادي ، فقال الرومي : أكثر الله في قومي مثلك ! أما والله لو لا أنك من قومي لآزرت الروم ، فأما الآن فلا أعينهم » . وتاريخ دمشق : 56 / 379 . وفي الاكتفاء : 3 / 287 : « فقال الرومي : أكثر الله في قومي مثلك ، أما والله لولا أنك من قومي لذدت عن الروم ، فأما الآن فلا أعينهم » . معناه أن هذا البطل الرومي غساني ، وهم يرجعون مع النخع إلى أياد ( معجم البكري : 1 / 63 ) وقد أعجب ذلك الفارس ببطولة ابن عمه مالك النخعي الأيادي وعاهده أن لا يقاتل مع الروم ضد المسلمين ، لأن ابن عمه مسلم ! هذا ، وتستحق مناقب مالك وبطولاته أن تدون في كتاب مستقل ، رضي الله عنه .