وحذيفة ، وأبي أمامة ، وعبادة بن الصامت ، وعشرات الأبطال الشيعة الذين رأينا منهم عجائب في المعارك الأخرى . وقد كان مئات النخعيين الفرسان من هؤلاء العباد الموعودين ، ولذلك حرص الأشتر رضي الله عنه على قيادتهم ، وهو الزاهد في الدنيا ومناصبها ! قال سليمان بن موسى الكلاعي في كتابه الاكتفاء : 3 / 272 : « قال : وجاء الأشتر مالك بن الحارث النخعي فقال لأبي عبيدة : إعقد لي على قومي فعقد له ، وكانت قصته مثل قصة الخثعمي ، وذلك أنه أتى قومه وعليهم رجل منهم فخاصمهم الأشتر في الرياسة إلى أبي عبيدة ، فدعا أبو عبيدة النخع فقال : أي هذين أرضى فيكم وأعجب إليكم أن يرأس عليكم ؟ فقالوا : كلاهما شريف ، وفينا رضاً ، وعندنا ثقة . فقال أبو عبيدة : كيف أصنع بكما ؟ ثم قال للأشتر : أين كنت حين عقدت لهذا الراية ؟ قال : كنت عند أمير المدينة ، ثم أقبلت إليكم . قال : فقدمت على هذا وهو رأس أصحابك ؟ قال : نعم . قال : فإنه لا ينبغي لك أن تخاصم ابن عمك وقد رضيت به جماعة قومك قبل قدومك عليهم . قال الأشتر : فإنه رضيٌّ شريف وأهلُ ذلك هو ، وأنا أهل الرياسة فلتعقبني من رياسة قومي ، فأليهم كما وليهم هذا . فقال أبو عبيدة : أخروا ذلك حتى تكون هذه الوقعة ، فإن استشهدتما جميعاً فما عند الله خير لكما ، وإن هلك أحدكما وبقي الآخر كان الباقي منكما الرأس على قومه ، وإن تبقيا جميعاً أعقبناك منه إن شاء الله .