وعمدهم وقلنا ما ثم غيرهم ، وليس لهم كمين عظيم . قال : فرأينا أجسادهم هائلة وعليهم الدروع ، وما يبين منهم إلا حماليق الحدق ، لهم طقطقة وزمجرة عندما يحملون ، حتى نظرت إلى المسلمين قد غابوا في أوساطهم ولا أسمع منهم إلا الأصوات ، تارة يجهرون بها وتارة أقول هلكوا ! ثم أنظر إلى الراية بيد عبد الله بن جعفر . . . ولم نزل في الحرب والقتال حتى كلت منا السواعد وخدرت المناكب . قال : وعظم الأمر علينا وهالنا الصبر وتثلم سيف عبد الله في يده ، وكادت تقع فرسه من تحته ، فالتجأ بأصحابه في موضع ، فاجتمع أصحابه إليه فنظر المسلمون إلى رايته فقصدوها ، وما منهم إلا مكلوم من المشركين ، فضاق لذلك ذرعه وما نزل به في نفسه مثل ما نزل بالمسلمين ، فألجأ إلى الله تعالى أمره ، وفوض إلى صاحب السماء شأنه ، ورفع يده إلى السماء وقال في دعائه : يا من خلق خلقه وأبلى بعضهم ببعض ، وجعل ذلك محنة لهم أسألك بجاه محمد النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلا ما جعلت لنا من أمرنا فرجاً ومخرجاً ، ثم عاد إلى القتال وأصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقاتلون معه تحت رايته ، فلله در أبي ذر الغفاري فإنه نصر ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وجاهد بين يديه ، قال عمرو بن ساعدة : فلقد رأيته مع كبر سنه يضرب بسيفه ضرباً شديداً في الروم وينتمي إلى قومه ويذكر عند حملاته اسمه ويقول : أنا أبو ذر ، والمسلمون يفعلون كفعله . . ثم ذكر مجئ خالد بن الوليد وضرار بن الأزور في سرية لمساعدة سرية عبد الله بن جعفر ، قال : « فلله در أبي ذر الغفاري ، وضرار بن الأزور ، والمسيب بن نجية الفزاري ، لقد قرنوا المواكب وهزوا المضارب وقتلوا الروم من كل جانب