سألته عن سيرة الإمام في الأرض التي فتحت بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : إن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قد سار في أهل العراق بسيرة فهي إمام لسائر الأرضين . . . الخبر . وظاهرها أن سائر الأرضين المفتوحة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) حكمها حكم أرض العراق مضافاً إلى أنه يمكن الاكتفاء عن إذن الإمام المنصوص في مرسلة الوراق بالعلم بشاهد الحال برضى أمير المؤمنين وسائر الأئمة ( عليهم السلام ) بالفتوحات الإسلامية الموجبة لتأيد هذا الدين . وقد ورد أن الله تعالى يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم فيه . مع أنه يمكن أن يقال بحمل الصادر من الغزاة من فتح البلاد على الوجه الصحيح ، وهو كونه بأمر الإمام ( عليه السلام ) » . أقول : لا مجال للتفريق بين حكم الفتوحات في العراق وإيران ، والفتوحات في الشام ومصر ، لأن سياقها واحد . كما أن رواية حضور الإمام الحسن أو الحسين ( عليهما السلام ) في بعض الفتوحات لم يثبت عند أحد من علمائنا . ومن القائلين بهذا الرأي السيد ابن طاووس ( رحمه الله ) ، قال في كشف المحجة / 57 : « وقد ذكر جماعة من أصحاب التواريخ تصديق ما أشرت إليه . وعلى خاطري مما وقفت عليه ، ما ذكره أعثم في تاريخه ما معناه أن أبا بكر لما بدأ بإنفاذ أبي عبيدة والجيوش إلى الروم ومات قبل أن يفتحها ، وفتحها المسلمون بعده في ولاية عمر ، قال له قوم : لا تَخرج مع العسكر وقال قوم أخرج معهم . فقال لأبيك علي ( عليه السلام ) : ما تقول أنت يا أبا الحسن ؟ فقال له علي : إن خرجت نصرت وإن أقمت نصرت ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعدنا بالنصر للإسلام . فقال له : صدقت ، وأنت وارث علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .