وقد نفل حذيفة من الأخماس من شاء من أهل البلاء يوم نهاوند ، ورفع ما بقي من الأخماس إلى السائب بن الأقرع فقبض السائب الأخماس ، فخرج بها إلى عمر وبذخيرة كسرى . وأقام حذيفة بعد الكتاب بفتح نهاوند بنهاوند ، ينتظر جواب عمر وأمره ، وكان رسوله بالفتح طريف بن سهم أخو بني ربيعة بن مالك ، فلما بلغ الخبر أهل الماهين بأن همذان قد أخذت ونزلها نعيم بن مقرن والقعقاع بن عمرو ، اقتدوا بخسرشنوم فراسلوا حذيفة فأجابهم إلى ما طلبوا ، فأجمعوا على القبول وعزموا على إتيان حذيفة ، فخدعهم دينار وهو دون أولئك الملوك وكان ملكاً ، إلا أن غيره منهم كان أرفع منه ، وكان أشرفهم قارن ، وقال : لا تلقوهم في جمالكم ، ولكن تقهلوا ( تقشفوا ) لهم ففعلوا ، وخالفهم فأتاهم في الديباج والحلى وأعطاهم حاجتهم ، واحتمل للمسلمين ما أرادوا ، فعاقدوه عليهم ولم يجد الآخرون بداً من متابعته والدخول في أمره ، فقيل ماه دينار لذلك . فذهب حذيفة بماه دينار وقد كان النعمان عاقد بهراذان على مثل ذلك ، فنسبت إلى بهراذان ، ووكل النسير بن ثور بقلعة قد كان لجأ إليها قوم فجاهدهم فافتتحها فنسبت إلى النسير . وقسم حذيفة لمن خلفوا بمرج القلعة ولمن أقام بغضي شجر ولأهل المسالح جميعاً في فئ نهاوند ، مثل الذي قسم لأهل المعركة ، لأنهم كانوا ردءً للمسلمين لئلا يؤتوا من وجه من الوجوه . وتململ عمر تلك الليلة التي كان قدر للقائهم وجعل يخرج ويلتمس الخبر ، فبينا رجل من المسلمين قد خرج في بعض حوائجه ، فرجع إلى المدينة ليلاً فمر به راكب في