أبلغك ويشهدون على ذلك . . . فاختر إن شئت الجزية عن يد وأنت صاغر ، وإن شئت فالسيف أو تسلم ، فتنجي نفسك ! فقال : أتستقبلني بمثل هذا ؟ ! فقال : ما استقبلت إلا من كلمني ، ولو كلمني غيرك لم أستقبلك به . فقال : لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكم ! لا شئ لكم عندي ! فقال : إئتوني بوقر من تراب ، فقال : إحملوه على أشرف هؤلاء ثم سوقوه ، حتى يخرج من باب المدائن ! إرجعوا إلى صاحبكم فأعلموه أني مرسل إليكم رستم ، حتى يدفنكم ويدفنه في خندق القادسية ، وينكل به وبكم من بعد ، ثم أورده بلادكم حتى أشغلكم في أنفسكم ، بأشد مما نالكم من سابور ! ثم قال : من أشرفكم ؟ فسكت القوم ، فقال عاصم بن عمرو وَافْتَأَتَ ( قريب من افترى ) ليأخذ التراب : أنا أشرفهم أنا سيد هؤلاء فحمِّلنيه . فقال : أكذاك ؟ فقالوا : نعم فحمله على عنقه ، فخرج به من الإيوان والدار ، حتى أتى راحلته فحمله عليها ، ثم انجذب في السير ، فأتوا به سعداً ، وسبقهم عاصم فمر بباب قديس فطواه فقالوا : بشروا الأمير بالظفر ظفرنا إن شاء الله » . وفي تاريخ اليعقوبي : 2 / 143 : « ثم وجه سعد إلى كسرى بالنعمان بن مقرن وجماعة معه يدعونه إلى الإسلام ، فدخلوا عليه في أحسن زي ، وعليهم البرود والنعل ، فأخبروه بما وجههم له سعد ، ودعوه إلى الإسلام وإلى شهادة الحق وإلى أداء الجزية ، فأغضبه ذلك ودعا بتليس ( كيس ) تراب فقال : إحملوه على رأس سيدهم فلولا أن الرسل لا تقتل لقتلتهم . فقال عصام بن عمرو التميمي : أنا سيد القوم فحملوه التراب ، فمضى مسرعاً وقال : قد ظفرنا والله بهم ووطأنا أرضهم ! وبلغ