وخانقين ، وما أنزلوه بأهل الأهواز ، وتستر ، ومناذر ، ورامهرمز ، وما أنزلوه بأهل الشام ، قبل ذلك . قال : فتعاقدوا على أمرهم وتعاهدوا وعزموا على جهاد المسلمين ، وبلغ ذلك أهل الكوفة ، فاجتمعوا إلى أميرهم عمار بن ياسر فقالوا : أيها الأمير ، هل بلغك ما كان من جموع هؤلاء الأعاجم بأرض نهاوند ؟ قال عمار : قد بلغني ذلك فهاتوا ما عندكم من الرأي ! فقالوا : الرأي في ذلك أن نكتب إلى أمير المؤمنين ونعلمه بذلك ، قبل أن يسير عدونا إلى ما قبلنا . قال عمار : أفعل ذلك إن شاء الله تعالى . ذكر كتاب عمار بن ياسر إلى عمر بن الخطاب : بسم الله الرحمن الرحيم ، لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمار بن ياسر ، سلام عليك ! أما بعد فإن ذا السطوات والنقمات المنتقم من أعدائه ، المنعم على أوليائه هو الناصر لأهل طاعته على أهل الإنكار والجحود من أهل عداوته . ومما حدث يا أمير المؤمنين أن أهل الري وسمنان وساوه وهمذان ونهاوند وأصفهان وقم وقاشان وراوند واسفندهان وفارس وكرمان وضواحي أذربيجان ، قد اجتمعوا بأرض نهاوند في خمسين ومائة ألف من فارس وراجل من الكفار ، وقد كانوا أمروا عليهم أربعة من ملوك الأعاجم ، هم : ذو الحاجب خرزاد بن هرمز ، وسنفاد بن حشروا ، وخهانيل بن فيروز ، وشروميان بن اسفنديار ، وأنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا ، وتحالفوا وتكاتبوا ، وتواصوا وتواثقوا على أنهم يخرجوننا من أرضنا ، ويأتونكم من بعدنا .