ويؤيده أن الهرمزان جاء من الأهواز مع عمار ، أو مع معقل ، وهما من خواص علي ( عليه السلام ) . قال البلاذري في أنساب الأشراف : 12 / 160 : « وكان معقل بن قيس يكنى أبا رميلة ، وكان من رجال أهل الكوفة ، وكان فيمن وفد مع عمار بن ياسر إلى عمر بن الخطاب مع الهرمزان بفتح تستر . . وقد كان عليٌّ ( عليه السلام ) صيّره على شرطه » . وفي شرح النهج : 15 / 92 : « معقل بن قيس ، كان من رجال الكوفة وأبطالها ، وله رياسة وقدم ، أوفده عمار بن ياسر إلى عمر بن الخطاب مع الهرمزان » . ويؤيده ، أن الهرمزان كان من سهم علي ( عليه السلام ) من الفئ فأعتقه ، فكان له ولاؤه ، ولذلك كان ولي دمه ، عندما قتله عبيد الله بن عمر . فعندما قتل أبو لؤلؤة عمر ، دفعت حفصة أخاها عبيد الله وهو الفارس الوحيد في أولاد عمر ، وأمه وأم أخيه زيد : أم كلثوم بنت جرول ، فقتل الهرمزان وجفينة المعلم النصراني ، والطفلة بنت أبي لؤلؤة ! روى عبد الرزاق في المصنف : 5 / 478 ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر : « فخرج عبيد الله ابن عمر مشتملاً على السيف حتى أتى الهرمزان ، فقال : إصحبني حتى ننظر إلى فرس لي ، وكان الهرمزان بصيراً بالخيل ، فخرج يمشي بين يديه فعلاه عبيد الله بالسيف ، فلما وجد حرَّ السيف قال : لا إله إلا الله ، فقتله ، ثم أتى جفينة وكان نصرانياً فدعاه فلما أشرف له علاوة بالسيف ، فَصَلَّبَ بين عينيه ، ثم أتى ابنة أبي لؤلؤة جارية صغيرة تدعي الإسلام فقتلها ، فأظلمت المدينة يومئذ على أهلها ، ثم أقبل بالسيف صلتاً في يده وهو يقول : والله لا أترك في المدينة سبياً إلا قتلته