يلي الجبل والماء محيط بها ، والمادة تأتيهم من أصبهان ، فمكثوا كذلك ما شاء الله . وحاصرهم أبو موسى سنتين ، ويقال ثمانية عشر شهراً » ! أقول : هذا الحصار الطويل دليل على سوء إدارة أبي موسى الأشعري ، وهو والي البصرة ، وعنده قوة كافية للهجوم ، أو للضغط عليهم لقبول الصلح . لكنه استعمل بدل ذلك البطش بمن تصل إليه يده من عامة أهل تستر وقراها ! قال في معجم البلدان : 2 / 30 : « وجعل الرجل من الأعاجم يقتل أهله وولده ويلقيهم في دجيل ، خوفاً من أن تظفر بهم العرب » ! وفي تاريخ خليفة / 98 : « ثم سار أبو موسى إلى تستر فأقام عليها . . وفيها حاصر هرم بن حيان أهل ريسهر ، فرأى ملكهم امرأة تأكل ولدها ، فقال : الآن أصالح العرب ، فصالح هرماً على أن خلى لهم المدينة » ! وروى ابن قتيبة في المعارف / 206 ، أن محمد بن جعفر بن أبي طالب وأخاه عوناً ، قد شاركا في معركة تستر واستشهدا فيها ، رضي الله عنهم . وفي فتوح البلاذري : 2 / 467 : « فقدَّم عمار جرير بن عبد الله البجلي ، وسار حتى أتى تستر ، وعلى ميمنته ، يعنى ميمنة أبى موسى ، البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ، وعلى ميسرته مجزأة بن ثور السدوسي ، وعلى الخيل أنس بن مالك . وعلى ميمنة عمار البراء بن عازب الأنصاري ، وعلى ميسرته حذيفة بن اليمان العبسي ، وعلى خيله قرظة بن كعب الأنصاري ، وعلى رجالته النعمان بن مقرن المزني . فقاتلهم أهل تستر قتالاً شديداً ، وحمل أهل الكوفة حتى بلغوا باب تستر فضاربهم البراء بن مالك على الباب حتى استشهد ودخل الهرمزان وأصحابه