قال اليعقوبي في تاريخه ( 1 / 161 ) : « ومات هرمز وسابور صبي في المهد ، فأقام أهل مملكته متلومين عليه ( ينتظرون أن يكبر ) حتى ترعرع وشب ، ثم ظهر منه عُتُوٌّ وجبرية ( ديكتاتورية ) فغزا بلاد العرب وغَوَّر عليهم المياه ! وغزاه ملك الروم وهو إليانوس فأعانته العرب من جميع القبائل ، ثم تسرعت قبائل العرب إلى سابور فأوقعت به في دار ملكه ، حتى هرب وخلا ملكه ، فانتهبت مدينته وخزائنه ، ثم جاء سهم غرب فقتل إليانوس ملك الروم ، فملكت الروم يوبنيانوس فصالح سابور . وأقام سابور على معاداة العرب لا يظفر بأحد منهم إلا خلع كتفه فلذلك سمي سابور ذا الأكتاف . وكان ملكه اثنتين وسبعين سنة . . وذكروا أن مالك بن زهير القضاعي سكن وقومه الحيرة ، واجتمع إليهم لما اتخذوا بها المنازل ناسٌ كثير من سواقط القرى ، فأقاموا بها زماناً ، ثم أغار عليهم سابور الأكبر ذو الأكتاف ، فقاتلوه وهزمهم سابور ، فسار معظمهم إلى الجزيرة ، يقودهم الضيزن بن معاوية التنوخي ، فنزلوا الحَضَر ( قرب تكريت ) وهو بناء بناه الساطرون الجرمقاني ، فأقاموا به مع الزباء فكانوا رجالها وولاة أمرها » . وقال المسعودي في مروج الذهب ( 1 / 110 ) : « فلما بلغ سابور من السن ست عشرة سنة واعد أساورتهُ بالخروج إليهم والِإيقاع بهم . . فأوقع بهم فعمهم القتل فما أفلَتَ منهم إلا نفر لحقوا بأرض الروم ، وخلع بعد ذلك أكتاف العرب ، فسمي بعد ذلك سابوو ذا الأكتاف . . . أتى على بلاد البحرين وفيها يومئذ بنو تميم ، فأمعن في قتلهم ، وفرَّت بنو تميم » .