الإيوان صورة كسرى أنوشروان وقيصر ملك أنطاكية ، وهو يحاصرها ويحارب أهلها . . ومن أحسن ما قيل في الإيوان قول أبي عبادة البحتري ( منها ) : < شعر > حضرت رحلي الهموم فو * جهت إلى أبيض المدائن عنسي لو تراه علمت أن الليالي * جعلت فيه مأتماً بعد عرس وهو ينبيك عن عجائب قوم * لا يشاب البيان فيهم بلبس فإذا ما رأيت صورة أنطا * كية ارتعت بين روم وفرس والمنايا مواثل وأنو شروان * يزجي الصفوف تحت الدرفس في اخضرار من اللباس على * أصفر يختال في صبيغة ورس وعراك الرجال بين يديه * في خفوت منهم وإغماض جرس من مشيح يهوي بعامل رمح * ومليح من السنان بترس تصف العين أنهم جد * أحياء لهم بينهم إشارة خرس يغتلي فيهم ارتيابي حتى * تتقراهم يداي بلمس وتوهمت أن كسرى أبرويز * معاطيَّ والبلهبذ أنسي حلم مطبق على الشك عيني * أم أمان غيرن ظني وحدسي وكأن الإيوان من عجب الصنعة * جوب في جنب أرعن جلس يتظنى من الكآبة أن يبدو * لعيني مصبح أو ممس ) < / شعر > أقول : يدل عمل كسرى هذه الصورة المجسمة في إيوانه ، على أن هدفه الأول إذلال هرقل والمسيحية ، لأنه اختار تصوير احتلاله لمدينة أنطاكية وهي العاصمة الدينية للروم ، ولم يختر القسطنطينية التي هي عاصمتهم السياسية .